على كتاب فيه علم ولا تدل على معنى الشمول والإحاطة كما هو المقصود من فرد هذا الاعتراض بان (المعلمة) تدل على معنى الكثرة لكونها مصوغة على وزن مَأسَدَة و (مسَبْعَة) ومَذَبَّة، و (مَقشأة) و (مَلَصَّه) أي أرض كثرت فيها الأسود والسباع والذباب والقِثَّاء واللصوص. وقال الأب أنستاس (المْعلمة) فيكون قد أراد إنها كتاب كثر فيه العلم.
فبقى بعض الأخوان مصراً على رفض (المعلمة) مستدلا بان كلمة (مسبعة) وأخواتها الدالة على الكثرة إنما هي صيغ خاصة وقعت للعرب في وصف الأرضيين والأماكن وحدها، حتى أن ابن سيده عقد لهذه الكلمات في مخصصه - جزء ٣، ص ٢٠٥ - بابا عَنْوَنَه بقوله (باب مفَعْلة من صفات الأرضين). فكيف يصح لنا أن نجعلها من صفات الكتب؟ فلم يبق إلا أن تكون صيغة - معلمة - كصيغة - مقلمة - بالقاف بمعنى وعاء الأقلام. وهذا يضعف من أمر اختيارها لتحل محل - انسكلوبيدي -
فقال بعض الأخوان: أن الياس بك القدسي (عضو مجمعنا العلمي العربي بدمشق) كان أشار بوضع كلمة (النون) في مقابل الانسكلوبيدي مستدلا بما جاء في معجم المستشرق المشهور (كازيمرسكى) مترجم القرآن إلى الافرنسية - من أن (النون) في اللغة العربية تكون بمعنى (الانسكلوبيدي) الأعجمية.
فعجبت من قوله، لأن (النون) أن كان المراد بها حرف الهجاء فلا علاقة لها بمعنى (الانسكلوبيدي) وأن كان المراد بها كلمة (النون) التي من معانيها السيف والحوت والدواة فأنها أيضا لا علاقة لها ظاهرة بالانسكلوبيدي
ولم يتيسر لي أن أراجع معجم (كازيمرسكى) العربي الفرنسي، حتى وقعت لي نسخة منه منذ أيام، فوجدته يقول ومن معاني (النون) خلاصة جميع العلوم ولم يذكر كازيمرسكى صراحة أن النون تطلق على الانسكلوبيدي، فعلمت أن الياس بك (رحمه الله) إنما استنتج كلمة الانسكلوبيدي من قول (كازيمرسكى) استنتاجا. فبقى عالقا في حفظه أنه من قول (كازيمرسكى) نفسه. وحق له هذا الاستنتاج لأن كلمة (النون) إذاكانت بمعنى خلاصة علوم البشر كانت جديرة بان تطلق على الكتاب الذي يضم بين دفتيه خلاصة علوم البشر.
وقد ازددت حرصاً على معرفة المصدر الذي اعتمد عليه كازيمرسكى فيما ذهب إليه. فلم أظفر بشيء في المعاجم اللغوية العربية، لكني رأيت (السيد الجرجاني) يقول في كتاب