علوم الإنسان بأسرها. فمهما قلبت النظر في مظاهر الكون وجدتها تسير في سبيل التطور أي من البساطة إلى التعقيد ومن التجانس إلى التباين. ويجدر بنا أن نورد في هذا المقام نقدا للفيلسوف المعاصر برجسن على هذا القانون، فهو يقول إن سبنسر بقانونه هذا إنما يقدم لنا صورة الطبيعة كما هي، وليست هذه مهمة الفيلسوف، بل يطلب إليه أن يفسر هذه الصورة التي اكتفى بسردها سردا.
ويختم سبنسر كتابه هذا برأيه في الحياة بأنها تافهة حقيرة لا تستحق البقاء، فأصاب بهذا الرأي ما أصاب الفلاسفة جميعا من محنة النظر البعيد، إذ ألقى ببصره إلى الأفق النائي، فمرت صور الحياة الخلابة تحت أنفه دون أن يراها!!
ولنقف من الأمر عند هذا الحد على أن نعود في مقال تال إلى تتمة الموضوع.