أقول: هو أحد علماء المسلمين الأعلام ينسب إلى طرطوشة من بلاد الأندلس نشأ بها وطلب العلم في البلاد الأندلسية، أخذ عن أبي الوليد الباجي وابن حزم. ورحل إلى الشرق سنة ست وسبعين وأربعمائة وحج ولقي شيوخ العراق وأقام بالشام زمناً ودرس بها. وله مؤلفات أعظمها سراج الملوك
ونقل ابن خلكان عن كتاب الصلة لابن بشكوال أنه:(دفن في مقبرة وعلة قريباً من البرج الجديد قبليّ الباب الأخضر في الإسكندرية)
والقبر الذي بجانب قبر الطرطوشي كتب عليه أنه قبر محمد الأسعد. ولست أدري من هو
تركنا مسجد الطرطوشي لنزور اثنين من جلّة العلماء القاضي سند والحافظ السِّلَفي، فدُللنا على مسجد صغير جداً فإذا قبر بجانب جداًره الغربي علّق فوقه لوح كتب فيه أنه قبر القاضي سند بن عنان الأزدي المتوفى سنة ٥٤١ هـ. قال الشيخ الخالدي: وهو شارح المدونة في فقه الإمام مالك. وقرأت في حسن المحاضرة أنه (تفقه بالطرطوشي وجلس في حلقته بعده وانتفع به الناس وشرح المدونة وكان من زهاد العلماء وكبار الصالحين، فقيهاً فاضلاً مات بالإسكندرية سنة إحدى وأربعين وخمسمائة)
وسألت أين قبر الحافظ السلفي فأشار خادم المسجد إلى موضع بجانب سارية أمام المنبر وقال: قد سوّي القبر بالأرض ليتسع المكان للصلاة. قال الخالدي وكذلك رأيت في مساجد المغرب يصلي الناس على بلاطات تحتها قبور
والحافظ السلفي ولد في أصفهان حوالي سنة ٤٧٥ وشغل بالحديث ورحل في طلبه وورد بغداد وأخذ اللغة عن الخطيب التبريزي. وقدم ثغر الإسكندرية سنة إحدى عشرة وخمسمائة وأقام بها أكثر من ستين سنة حتى توفى سنة ٥٧٦. وقصده الناس من مصر وغيرها يأخذون عنه وذاع صيته في الآفاق. وبنى له العادل وزير الظافر الفاطمي مدرسة في الإسكندرية وبقيت تعرف باسمه زمناً طويلاً ودفن في مقبرة وعلة أيضاً
وكانت مقبرة وعلة مقبرة كبيرة بالإسكندرية دفن فيها كثير من العلماء. وسمعت من الشيخ الخالدي ثم قرأت في رحلة ابن رشيد رواية عن النجيبي: (وكان شيخنا الحافظ السِّلفي رحمه الّله يقول لا أعلم في البلاد التي تطوفتها تربة جمعت قبور ثلاثة أئمة في ثلاثة مذاهب إلا التربة التي بمقبرة وعلة، وقبور الأئمة الثلاثة في الثلاثة المذاهب بالمقبرة