أوفر من القراء في هذه الأيام، ولكن لم يكن لها مثل ذلك في أول عهدها بالنشر. وستظل شهرة (جوته) قائمة إلى ما شاء الله بوصف أنه مؤلف (فرتر) وبهذا الوصف دعاه (الدوق كارل أوجست) إلى قصره في (فيمار) حيث بقى إلى أن وافاه القدر وهو في موضع الصدارة بين وزراء الدوق. وإنه إذا تعسر الحكم بوفرة عدد من يقرأون هذا الكتاب في أيامنا الراهنة، فإنه من الكتب التي يتعذر إهمال الحديث عنها. فقد نظم (جوته) فيه أحسن الشعر الذي لم ينظم بعده ولا قبله مثيل له أو خير منه. بل أن هذا الشعر ليبز ببساطته ووضوح تعبيره كل ماعداه من شعر الألمان جميعاً إلى اليوم. والكتاب بعد ذلك وقبل ذلك، حافل بجمال متحرر من كافة القيود والأوضاع، حافل بروح الشباب التي أبرزها الشاعر مرة أخرى في شعر غنائي رائع زان قصته الأخرى (فاوست) تلك الروح التي ودعته منذ ودع شبابه!