وفي منزله اعتنى بها وخدمها بإخلاص، وسهر عليها في حنو وصبر. وكانت الصدمة قد كهلتها فتخاذلت وابيض شعرها، ولم تستطع أن تعي حقيقة أمرها، ولا أن تعرف شيئاً عن الرجل الذي يأويها ويقوم على شأنها، ولم يشأ هو أن يذكرها بنفسه، بيل ذهب إلى أبعد مدى في نيل وإنكار الذات، إذ تركها تعتقد أنها في رعاية شاب ثري فُتن بها وأحبها لنفسها حباً حقاً خالصاً موقناً أن هذا الحلم السعيد الذي تعيش فيه مطمئنة وادعة، والذي قدَّمَ لها خيوطه الحريرية فنسجته هذا النسج البديع اللائم سيسرع بها نحو العافية. . .
. . . ولكنها عُقبى نوبة قاسية من نوبات دائها أسندت رأسها إلى صدره هانئة سعيدة وأسلمت نفسها تحت عينه وبين ذراعيه وحين أراح على فراشها جثمانها الساخن ذكر ليلة أن طعم ودفئ وبات هانئاً سعيداً ملء حضنها وبين ذراعيها وغمغم يقول: