١ - (هؤلاء هم شباب الأزهر الجديد أستاذة وطلاباً، قد جلت نفوسهم ثقافة العصر، وصقلتها مدنية الحاضر، فأشرقت عليها أشعة النبوة ساطعة بعد ما حجبها الغمام والفناء حقباً بعد حقب. فهم وحدهم الذين يدركون مسافة البعد بين روح الأزهر وحياة الناس، وهم وحدهم الذين يملكون تزييف الأباطيل المقدسة التي اتسمت بسمة الحق، وتسمًّت باسم الدين)
٢ - (ولكنهم حول هذا الهيكل البالي أشبه بالأغصان الخلفة التي تنبت نضيرة على أصل الدوحة العتيقة، ثم لا يتسنى لها الغلظ والسموق لأن الجذور الشيخة لا تمدها بالغذاء كله، والفروع الميتة لا تمكنها من الهواء كله. فإذا لم يرسل الله رسول الإصلاح ويؤته ما آتى أولى العزم من الرسل، فيقطع من أعالي هذه الدوحة ما أعوج، ويجتث من أسافلها ما ذبل، ويكشف عن جذعها الواهن ما التف عليه من طفيلي النبت، بغى الجفاف على هذه الأفنان النواشيء فتذوى في زهرة العمر وبكرة الربيع)
فمتى يرسل الله هذا الرسول، يا فضيلة الأستاذ الأكبر؟