وفي الخبر نفسه ما ينقض عزو ذلك إليه، لأنه عاش سنة كاملة بعد وفاة الشافعي، ومات حتف أنفه سنة ٢٠٥، فلو كان قتله بمفتاح حديد - كما قيل - لما وني الوالي (وهو السري ابن الحكم) عن الاقتصاص منه، لأنه كان قد عزره تعزيراً شديداً لما بلغه أنه سب الأمام الشافعي في مناظرة بينهما، فكيف لو قتله؟!
وإنما هي أفائك مكشوفة من دعاة الفتنة، يعكرون بها صفو الإخاء بين المذاهب. ولم يقع من صميم رجال المذاهب ما يشين ناصع أعمالهم في دور من أدوار التاريخ مطلقاً؛ وإنما ذلك من المتطفلين البعيدين عن الفقه وأهله. ومرض الشافعي بالباسور الشديد متواتر الخبر بأسانيده في (توالي التأسيس) وغيره.
٢ - جميل نخلة المدور
قال الأستاذ محمد عبد الغني حسن (في العدد ٤٢٦): أما نسبة جميل نخلة المدور إلى العراق فهي شائعة عندنا في مصر. والحق أني لم أقرأ ترجمة لهذا الباحث العظيم
وفي (الأعلام للأستاذ الزركلي) ترجمة موجزة له نتعلل بها إلى أن يسمح الأستاذ البحاث كوركيس عواد بترجمة مبسوطة: جميل بن نخلة المدور (١٢٧٩ - ١٣٢٥ للهجرة): متأدب، من أهل بيروت، وسكن مصر فتوفى فيها، اشتهر بكتابيه (حضارة الإسلام في دار السلام) و (تاريخ بابل وأشور)، وكان الشيخ إبراهيم اليازجي يصحح له ما يكتبه. وفي أصحابهما من يرى أن (حضارة الإسلام) لليازجي، وأنه نحله جميلاً في أيام ادقاع الأول وإثراء الثاني.
أحمد صفوان
(تصويب): وقع في كلمتي في العدد (٤٢٦) غلطتان
مطبعيتان، صوابهما:(الهذلي) و (البطليوسي)
تصويبات سريعة
عرض الأستاذ وجدي في الجزء السابع من مجلة الأزهر لبعض كتب النبي صلى الله عيه