وسلم والردود عليها واستهل مقاله بأنها كانت في السنة السادسة من النبوة، ثم شك في ردود ثلاثة مستدرجاً في شكه حتى أنكرها وسماها مفتريات ساذجة. وإحقاقاً للحق وإنصافاً للسيرة والتاريخ - نشير في هذه العجالة إلى الصواب؛ ونهيب بالأستاذ وهو رجل مسئول أن يعطي السيرة بعض عنايته واهتمامه حتى لا يورط القارئ في مهاوي الشكوك بعد:
١ - الصواب أن إرسال الكتب كان في السنة السادسة من الهجرة والتاسعة عشر من النبوة
٢ - وأن هرقل والمقوقس كانا يعلمان من الكتب القديمة أن نبياً سيظهر. وموضوع التبشير بالنبي صلى الله عليه وسلم معروف مستفيض جاء به القرآن الكريم وغيره مما لا يدع مجالاً لشك الأستاذ ولا استبعاده. وإنما لم يذعنا له خوفاً على الملك والسلطان، ولا عبرة بتصديق لا إذعان معه ولا إسلام
٣ - ثم حسبك دليلاً على إسلام النجاشي أصحمة أن النبي صلى الله عليه وسلم نعاه، وصلى عليه صلاة الغائب، وأنه أكرم المهاجرين إليه في الهجرتين إكراماً، وأنه زوج النبي صلى الله عليه وسلم أم حبيبة بنت أبي سفيان وأصدقها عنه أربعمائة دينار، فكيف تنكر بعد هذا إسلامه وتستبعد رده بشبهة ظهور الصنعة فيه؟ ولئن سلمنا هذه الصنعة إن الرد مترجم قطعاً. وللمترجم أن يتصرف في الألفاظ ما شاء ما دام أميناً على المعنى حفيظاً عليه
هذه تصويبات خاطفة ومن ابتغى المزيد فليرجع إلى السيرة الحلبية، والى كتاب الجنائز في البخاري، والى شرح المواهب اللدنية ص٣٤٦ ج٣. وكفى بهن دليلاً
طه محمد الساكت
المدرس بمعهد القاهرة
إلى الدكتور زكي مبارك
الحسن والفضل منفوسان على أصحابهما. لهذا ما تراني في هذه الكلمة متصدياً للرأي الطريف الذي ارتأيت في أحد (شجون الأحاديث) التي تحدث قراءك كل أسبوع في الرسالة الغراء. إن للأفكار الحسان عشاقاً يحومون حولها كما يحوم حول الحسان من بنات حواء كل عاشق ولهان. فاسمح لي إذاً أن أحوم قليلاً حول ما ارتأيت من رأي في حديث (ما