أين من يصف لنا أزياءه وما مرت به من أطوار وتغيرات؟
أين من يحدثنا عن خصائص شعبه في غير تمويه، وعن أنظمة حكومته في غير تعقيد، وعن جميع مواهبه ومقوماته في غير تحيُّف ولا مغالاة؟
أين من يطوي بنا المكان والزمان إلى حاضر العراق وغابره فنراهما ونعيش فيهما، ونتحدث عنهما حديث الواثقين العارفين؟
أين من يفعل ذلك كله؟
أين؟ أين؟. . . كما يقول الدكتور الجليل زكي مبارك، الذي نقترح عليه أن يحدثنا عن كل شيء في العراق سوى (ليلى المريضة). . . فقد آن لها - وحق أدبه الرفيع - أم تشفى!
(جرجا)
محمد عزت عرفة
رجع إلى ديكارت وابن يعيش
قرأت في العدد ٤٦٥ من الرسالة كلمة قيمة للأستاذ (محمد خليفة التونسي) استهلها بالرد عليّ فيما قلته في العدد ٤٦٣ من أن أبن يعيش سبق ديكارت إلى الشعور بالفكرة التي بنى عليها أبو الفلسفة الحديثة منهجه الموصِّل إلى اليقين بعد الشك، ومن أن ديكارت عمل ما لم يعمله ابن يعيش فصاغ هذه الفكرة في منهج فلسفي فكان هذا الفرق بينهما.
استهل الأستاذ كلمته بالرد عليّ فيما قلته؛ فقال إن ابن يعيش لم يكشف مذهباً فلسفياً، لأنه كان يناقش تركيباً عربياً من حيث معناه، ولأنه لم يجُلْ بفكره أن يقف عند هذه القضية قليلاً ولا كثيراً، فليس الفرق أن ديكارت صاغ وابن يعيش لم يصغ
وأنا أشكر للأستاذ عنايته بتمحيص ما قلت، ولكنني أرى أنه فهم كلامي على غير الوجه الذي قصدتُ، ومال به إلى غير الطريق الذي نهجت، فظن أنني أريد أن أقول إن ابن يعيش كشف مذهباً فلسفياً.
ففي الحق أنني ما أردت أن أقول ذلك، وما خطر لي ذلك ببال، فابن يعيش رجل نحوي