للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

٧ - خصمٌ شريف يعرف أن الخصومة قد تُفسد أحكام الرجال على الرجال، فهو يحاسب نفسه قبل أن ينطق بكلمة تسيء خصمه اللدود

فما رأيك في هذه الصور السبع، ولها أمثال تفوق الإحصاء؟

إن كان حكمك على هذه الصور يوافق أحكام أولئك الرجال فادرس نفسك وزمانك لتعرف أنك معرض لآفات نفسية تفرضها عليك الظروف في هذه الأيام (البيض)

أحترس كل الاحتراس من نفسك في هذه الأوقات، واعلم أن سلامة الأعصاب تعرضتْ لمصاعب لا تطاق، ومن النادر أن تجد رجلاً يساير الحياة بقلبٍ سليم، وقد قضت متاعب الحرب بأن يصير الناس جميعاً مجنَّدين، ولو كانوا من سكان المغاور والكهوف

يومك الحاضر متعب، ولا تمر فيه لحظة بلا منغصات، ولذلك أرجوك أن تسارع فتتهم نفسك قبل أن تتهم الأهل والأصدقاء عند اشتجار الخلاف

ومن المؤكد أن (مرض العصر) لا يمسك وحدك، لأنه وباء، والوباء لا يقتصر شره على الأفراد، فهو يمس الجميع بلا استثناء

فهل تكون عند حسن الظن بك فتقف موقف الطبيب من مرضاه؟

ومع من تجسَّم الخلاف؟

إنك تعامل أقواماً ضعُفت أعصابهم أقبح الضعف، بسبب المضجرات التي ساقتها أعوام الحرب، فهم في حقيقة الأمر مرضى لا أصحاء، والعاقل لا يطالب المريض بما يطالب به الصحيح

وأنا مع هذا أنصحك بما لا أنصح به نفسي، فأنا أكتب هذه الكلمات في أعقاب ثورة نفسية قضت بالقطيعة بيني وبين صديق لا ذنب له غير العيش في أيام تُجسَّم فيها أشباح الهفوات

وما جاز عندي أن أنصحك بما لا أنصح به نفسي، إلا لأني أرجو أن تكون قدرتك على نفسك أكبر من قدرتي على نفسي. . . وليتك تتأدب بأدبي، فأنا لا أنفض يديَّ من صديق إلا بعد الصبر عليه عدداً من السنين الطوال، ثم لا يكون عقابه غير الهجر الجميل

لطف الله بي وبك، وهداني وهداك!!

الخادع المخدوع

هو من يوهمه اللؤم أو توهمه الحماقة أن صداقات الرجال تُنال بالرياء، وأن لُطف

<<  <  ج:
ص:  >  >>