وما (جنتمكان) التي ترد في الكتاب من صفحة إلى صفحات؟
لقد استبهمت علىَّ أول الأمر، وعجزت عن الاهتداء إلى نطقها الصحيح، ومدلولها الأصيل، ثم عرفت بعد لأي أنها كلمة تركية ركبت تركيباً مزجياً من كلمتين عربيتين: هما (جنة) و (مكان)؛ وإذن يكون:(جنتمكان) هو ساكن الجنان؛ وهي العبارة التي تذكرها الجرائد حين تتحدث عن كبار الأسلاف من البيت المالك؛ والظاهر أن (جنتمكان) كانت مفهومة عند تأليف الكتاب، فتركها المؤلف بلا شرح؛ وهل كان يخطر في باله أن معناها سيغيب عن رجل في مثل حالي؟!
اللهم إني أسألك السلامة من الجهل، فهو أخطر الأعداء!
الأمير
الألقاب نظمت في هذا العهد بطريقة واضحة الرسوم، فصرنا نعرف الفروق بين طبقة الأمراء وطبقة النبلاء من الوجهة الرسمية
فلنذكر أن كلمة (أمير) في عهد مؤلف الكتاب لم تكن تدل حتماً على أن الموصوف بها من أعضاء البيت المالك، وإنما كان الأمير هو الغني، ولو كان أجداده أبعد الناس من دماء الملوك
حدثني الشاعر عبد المحسن الكاظمي قال: كان محمود سامي البارودي أميراً بكل ما لهذه الكلمة من معاني
وقد توهمت في بعض ما سطرت من البحوث أن (إمارة) البارودي كانت رسمية أو شبه رسمية، لأن أجداده كانوا من أمراء المماليك، فالآن أعرف أن الإمارة في مصر كانت من نصيب أصحاب الثراء في جميع الأحوال
والكاظمي عراقي استمصر، وقد هال الرصافي أن يبكيه العراقيون بعد الموت فقال: