يستفيد من قولهم هذا الذي أصبح من لغوا الحديث. ويكرر الفلاحون قولهم هذا عند الاستفهام مرة أخرى، غير أنهم يطلبون على العموم أسعاراً باهظة
من الممل أن أذكر جميع الحرف الشائعة هنا. وأصحاب أهم هذه الحرف: بائع الأجواخ وهو يبيع أقمشة الملابس أو الملابس الجاهزة، والأسلحة؛ ويطلق عليه في كلتا الحالتين اسم (التاجر) فقط. والجوهري والصائغ وهو لا يستغل إلا حسب طلب عملائه. وبائع الخردوات (الخروجي) والنحاس والخياط والصباغ والرفاء والحباك والعقاد وبائع الشبك (الشبكشي) والعطار وهو يبيع الشمع أيضاً، وبائع التبغ (الدخاخني) وبائع الفاكهة (الفاكهاني) والنقلي وبائع الشراب (الشربتلي)، والزيات ويبيع مع الزيت الزبد والجبن والعسل الخ. . . والخضري والجزار والفران، ويرسل إليه الخبز والحم للشي. ويوجد في القاهرة مطاعم عديدة يطهى فيها الكباب وأصناف مختلفة أخرى، ولكن قلما يتناول الناس طعامهم في هذه المطابخ وإنما يرسلون في طلب ما يلزمهم حين لا يستطيعون إعداد الطعام في منازلهم. وكثيراً ما يتناول التجار غداءهم وعشاءهم من هذه المطابخ. ويوجد أيضاً عدة دكاكين لصنع الفطير وغيره ويبع الفول المدمس. وقد وصفت هذين الطعامين في فصل سابق. ويتناول أفراد الطبقة السفلى طعامهم عند (الفطاطري) أو (الفوال)
يباع الخبز والخضر وغير ذلك من الأطعمة في الشوارع. ويناد الباعة المتجولون نداءات غريبة تستحق الذكر. فيصيح بائع الترمس. (مدد يا امبابي)، ويعني بهذا القول إما الاستعانة بالشيخ الامبابي وهو ولي مشهور مدفون في بلدة امبابة على الشاطئ الغربي من النيل تجاه القاهرة، وينبت بجوار هذه البلدة أجود الترمس؛ وإما الإشارة إلى أن ترمس امبابة لذيذ الطعم بفضل مدد الامبابي. ويصيح بائع الترمس أيضاً:(ترمس امبابه يغلب اللوز) أو يقول: (يا ما حلى بُنيَّ البحر)، ويشير هذا النداء الذي قلما يسمع في غير الأرياف إلى طريقة إعداد الترمس للأكل. إذ أنه ينقع في الماء يومين أو ثلاثة لتزول مرارته، ثم يغلى ويوضع بعد ذلك في قفة من الخوص تسمى:(فرد) يخاط عليه ويقذف به في النيل، حيث يترك يومين آخرين أو ثلاثة ينقع مرة ثانية. وبعد ذلك يجفف ويؤكل بارداً بعد أن يضاف إليه بعض الملح. ويصيح بائع الليمون:(الله يهونها يا ليمون) وكثيراً ما ينادى على اللب لب (عبد اللاوي)، وبذر البطيخ:(يا مسلي الغلبان يا لي) أو عادة: (اللب