للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يضاف إلى هذا أننا أوجبنا أن تتأثر الترقيات بتلك الاعتبارات؛ فالمدرس في الثانوي مرتبه أكبر من المدرس في الابتدائي، وكان ذلك لأن المدرس يبدأ عمله في المدارس الابتدائية، ثم يتحول إلى المدارس الثانوية بعد أعوام قصار أو طوال

وليس عندي من الاقتراحات ما يصلح لتغيير هذا المنهاج، فقد فكرت كثيراً في حل هذه المشكلة، ولكني لم أصل إلى شيء، فهل أستطيع القول بتحويل بعض مدرسي التعليم الثانوي إلى التعليم الابتدائي؟

وهل أستطيع القول برد جماعة من المفتشين إلى التدريس طائعين لا كارهين؟

إن مهنتنا لن ترتفع إلا إذا رحب بها كبراؤنا، ولو دعوناهم إلى التعليم بالمدارس الأولية، وهي النواة الأصلية للتعليم والتثقيف

الطفل في مدارسنا يتيم، لأننا نبخل عليه بأكابر المدرسين

قلت مثل هذا الكلام منذ أعوام في مجلة الرسالة فسخر منه سعادة الأستاذ عوض بك إبراهيم، وأشار إلى أحد مريديه أن يكتب كلمة في جريدة الدستور يقول فيها: إن وزارة المعارف عملت باقتراحي فعينتني رئيساً للمدرسة الأولية بقصر الشوق!

وأين من يعرف أني أعتقد أن الذي فاتني في الحياة التعليمية هو أن أكون رئيساً لمدرسة أولية؟

لو سمحت الظروف بأن أكون مربياً لمائة طفل لرجوت أن أخلق منهم أشبالاً يكونون في طليعة الجيل الجديد

ما هذا التعالي الذي لا يليق بمهنتنا العالية؟

المدرس جنديُّ أمين، والجندي الأمين لا يقف إلا في مظان الحتوف. . . وتعليم الأطفال متعبة لا يضطلع بها غير كبار الرجال

المهم هو النص على تنزيه مهنتنا من الظواهر الخوادع، فلا يكون فيها فاضل ولا مفضول إلا بمقدار التفاوت في الإخلاص

المعلم في المدرسة الأولية يستطيع مساماة الأستاذ بالجامعة إن صدق من الوجهة المعنوية. وهو لصدقة سينسى فروق الرواتب، لأن أساتذة الجامعة لا يصلون إلى مناصبهم إلا بعد جهود لا يستطيعها غير أفراد، فمن حقهم أن يمتازوا برواتب تعينهم على متابعة ما يجد من

<<  <  ج:
ص:  >  >>