الموظف بمجمع فؤاد الأول للغة العربية؛ فله فهرس منظم لكتاب البخلاء للجاحظ الذي طبعته وزارة المعارف العمومية بعناية الأستاذين أحمد العوامري بك وعلي الجارم بك، وله فهرس لكتاب الحلل السندسية في الآثار الأندلسية الذي يطبعه الأمير شكيب أرسلان
وللكتب - مطبوعة كانت أو مخطوطة - آفتان: السرقة والنيران. ولقد عرف اللصوص قيمة الكتب وخاصة بعد أن اعتنى أصحابها بتجليدها وتزيينها؛ فارتفعت أثمانها عند الأمراء والأثرياء واضطر هؤلاء إلى العناية بحفظها والقيام عليها وكانوا يكتبون على أولها عبارات تتضمن لعنة السارق والسخط عليه. وقد وجد على أحد الكتب هذا البيت من الشعر على لسان صاحب الكتاب:
إذا غرك الشيطان أن تجتري على ... كتابي فعقبى المجترين الفضائح
أما النيران فهي آفة الكتاب الكبرى وبليته. فلقد أحرقت مكتبة الأمير نصر الساماني على نفاستها. واتهم بعض ذوي الأغراض عمرو بن العاص بإحراق مكتبة الإسسكندرية وهي تهمة لا تستند إلى الحق. وأحرق التتار مكتبة بغداد وأغرقوا كثيراً منها في النهر سنة ٦٥٦هـ، وكانت الكتب النفيسة في هذه الفتنة تباع بأوهى قيمة
ولما سقطت مدينة غرناطة في يد الأسبان أمر البطريق إيكزامينيس بإلقاء الكتب الإسلامية وخاصة العربية في النار. ونهب الأتراك في القرن العاشر ما وقع لهم من كتب المماليك وأضرموا النار فيها. ولا يغرب عن البال ما صنعه (كرمويل) في مكتبة اكسفورد فقد أمر بإحراقها وكانت أغنى المكتبات الأوربية في حينها
وهناك بلية ثالثة للكتب وهي العثة التي تعيث فيها وتطيل ملازمتها لها بالأخراق والثقب؛ واسمها بالإنجليزية: وقد أطلق الإنجليز على كل شخص يطيل ملازمة الكتب والتنقير فيها كلمة وهي كلمة يفتخر العلماء وأهل البحث بأنها من صفاتهم.