المصاحف الطولونية والشمعدانات التي وضعها الحاكم بأمر الله؟
أين القناديل المعلقة بالسلاسل التي وصفها المؤرخون؟
أين الأبسطة والفرش من عبدانية وسامانية التي أمر بها ابن طولون وخص بها المساجد؟
أين جماهير المصلين وحلقات الدرس والتلاوة؟
ووقفت أمام المحراب الكبير، وقلت هنا صلى بالناس، عندما كمل الجامع، القاضي بكار بن قتيبة إماماً، وهو مفخرة من مفاخر القضاء المصري في القرن الثالث، وهدية البصرة لمدينة مصر
وعلى منبر في مكان هذا قام أبو يعقوب البلخي يوم الافتتاح خطيباً؛ ثم جاء الربيع بن سليمان، وهو من تلامذة الشافعي رضي الله عنه، بل من أحبهم إلى قلبه، فافتتح دروسه في إملاء الحديث بقوله عليه الصلاة والسلام
(من بنى لله مسجداً ولو كمفحص قطاة، بنى الله له بيتاً في الجنة).
ففي أي ركن من هذه الأركان كان هذا الدرس؟
وأين اللوحة التذكارية لهذا اليوم؟
لابد أن يكون مكان هذا الدرس على مقربة من المحراب الكبير، فلنتمهل ولنترحم على صاحب الدرس وعلى شيخه وأستاذه.