للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الأكمة التي يسميها الأسبان اليوم (أخر زفرات العربي). وهذا أبو عبد الله وهو الذي باء بأوقار من العار والذل تأبى فيه بقية من الشمم العربي أن يقيم على الضيم فيهاجر إلى المغرب، ويرسل إلى سلطان فارس من بني وطاس رسالته الذليلة المسهبة يدفع عن نفسه ما قرف به في عرضه ودينه. ويشكو إلى السلطان حزنه وبثه ويقول:

مولى الملوك ملوك العرب والعجم ... رعيا لما مثله يرعى من الذمم

بك استجرنا ونعم الجار أنت لمن ... جار الزمان عليه جور منتقم

على رأسي وقلبي بهذه الأحداث الكاربة، والخطوب المتلاحقة، وهالتني هذه المشاهد المفظعة، فخرجت من هذه الغمرة مرتاعاً كما يستيقظ النائم عن حلم هائل.

نظرت أمامي فإذا المسرح، وصعدت بصري فإذا الدائرة: (لا غالب إلا الله.!)

عبد الوهاب عزام

<<  <  ج:
ص:  >  >>