للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أثمن ما كتب في هذا الموضوع في العالم العربي.

ومن أكبر المآخذ على أزهرنا الشريف المبارك ذي الميزانية الضخمة والأحباس الخرافية أن يغير هاتين الرسالتين كما يصنع بأشباههما، فلا ينتفع بهما وبأمثالهما العالم الإسلامي والمشتغلون بالأدب. . . ومن رسائل التخصص في المادة بحوث قيمة في البلاغة وتاريخها. . .

ومن أروع ما يلفت النظر من رسائل اللغة رسالة في المبرد لا توجد إلا في مخطوط ضخم في دار الكتب العربية، وكان لابد أن يشهد أعضاء لجنة الامتحان هذا المصدر بأعينهم، فلما رفضت دار الكتب إعارة الطالب هذا المصدر، اضطر إلى نسخه كله. . . فكم من الجهد والعناء تجشم هذا الطالب المسكين في إنشاء رسالته الطريفة النادرة يا ترى؟!

ذاك ويطول الكلام إذا استعرضنا رسائل التربية وعلم النفس وما تناول به الخريجون تاريخ التعليم الإسلامي في مدارس بغداد والكوفة والبصرة ودمشق والقاهرة وقرطبة، وأصول التربية في القرآن والسنة. . . ثم مئات الرسائل في مختلف أبواب النحو والصرف والبلاغة والبيان والعروض

هذا قل من كثر. . . وهذا كله في كلية اللغة العربية فقط. . . وله أشباه ونظائر في الكليتين الأخريين. . . وهي عبقريات أزهرية مدفونة من التقصير المعيب أن تعمى عنها عيون القائمين بالأمر في الأزهر الشريف المبارك. . . وليذكر الذاكرون أن أعظم رجال النهضة في مصر الحديثة كانوا ناساً كهؤلاء الناس المغمورين، وأنهم جميعاً، أو أكثرهم، ممن للأزهر في ثقافتهم أوفر نصيب، عن قرب أو عن بعد. وأنه لو أتيح لكثير من هؤلاء النبغاء المغمورين سبيل الظهور والعمل لنفعوا عالم التأليف العربي بما لا يقدر عليه غيرهم، ولانتفعت بهم نهضتنا الثقافية بما لا تنتفع به إلا منهم، ولمهدنا لطائفة عظيمة منهم القيام بواجبهم الأدبي مكان زعماء تلك النهضة (بعد عمر طويل!

وبعد. . . فهذه ناحية من عبقرياتنا المدفونة توجد لها أشباه في الجامعة المصرية وفي دوائر ثقافية أخرى نرجو أن نتكلم عنها وننبه إليها قريباً.

دريني خشبة

<<  <  ج:
ص:  >  >>