للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

روذرنج)

لا أعرف الأديب الذي ترجم الأولى وهي من تأليف شكسبير، أما الثانية فهي من تأليف أميل برونته وقد ترجمها عن الفرنسية الأستاذ فتوح نشاطي

أخرج الأولى الأستاذ زكي طليمات المدير الفني للفرقة وقد اختار لتمثيلها الأكفاء من ممثلي الفرقة وممثلاتها. وأخرج الثانية الأستاذ فتوح نشاطي، وقد اختار الأصلح من الممثلين والممثلات لفهم أدوارهم وتمثيلها وفق حرفية أصول الفن

سقطت الرواية الأولى سقوطاً فظيعاً، ولم يقو شكسبير المسكين أن يأخذ بيد الكسحان من الممثلين، وعجز ببيانه الممتع ومقدرته الخلابة على إصلاح لكنات في ألسنتهم، وموات باد فيهم

ونجحت الرواية الثانية نجاحاً باهراً اجتذب النظارة أي اجتذاب، وكاد يذهل الناقد المتربص بالغرفة عن فنه. وكيف لا يذهل وقد خلت الرواية، تعريباً وإخراجا وتمثيلا، حتى من الهنات، فما السر في ذلك يا ترى؟

السر فيما أرى هو في قعود الأستاذ طليمات بعد أن وصل إلى ما كانت نفسه تشتهيه، وفي توهمه أيضاً أنه بلغ هو وزملاؤه وتلامذته أقصى ما يمكن بلوغه من فن الإخراج والتمثيل. أما في الناحية الثانية فهو في توفر الأستاذ فتوح نشاطي، وفي دأبه المتواصل على الدرس والتحصيل وفي عدم رضاه عن كل ما عمله في محيط الفن المسرحي لأنه ينشد الأحسن والأكمل

تانك عما القصتان الرائعتان اللتان أخرجتهما فرقة التمثيل في فصلها الحالي. وكم نتمنى أن تكون جميع الروايات التي تمثلها في هذا الموسم من هذا النوع ليكون مدرسة للذين تؤهلهم ملكاتهم الأدبية والفنية للتأليف المسرحي، ولان الروايات المترجمة إذا احسن اختيارها تمثل حقيقة أدبنا المستمد أكثره من الغرب

حبيب زحلاوي

<<  <  ج:
ص:  >  >>