للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يعمل على رفع نفسه، بيد أن لكل غاية وسائلها ولكل أمر عدته، ولابد لمن يضطلع بالتأليف أن يكون له من الخبرة والنضوج ما يكفل له النجاح في هذه المهمة الشاقة، أما أن يعمد الشاب إلى التأليف وهو لم يدر بعد ما القراءة، فهذا إلى العبث أقرب منه إلى الجد، بل هو الهزل بعينه، وهذا الكتيب الذي أحدثك عنه مثل من أمثلة التسرع والشطط، فهو رواية شعرية في موضوع تافه لا يليق حتى الأسلوب (الحواديت) وحسبك أن تقرأ حواراً كهذا ولو على سبيل التندر والفكاهة

مسعود - ما العشاء الليلة؟

سعيد - إنه جبن وعدس

مسعود (متأثراً) - كنت أرجو الفرخة

زينب - ماتت الفرخة أمس

ثم اقرأ إحدى أغانيه وهي من أجود مقطوعاته

بسم الصبح ابتساماً ... فيه آيات الجمال

فانحنى الزرع احتراماً ... في سكون وجلال

وشعاع الشمس ضاءا ... يملأ الآفاق نورا

وسرى الزهر هواءا ... يملأ الدنيا عبيرا

ودونك حواراً لذيذاً بين المحضر والعمدة

المحضر: كم يملكون من العقار؟

العمدة: عشرون فداناً ودار

الحد من جهة الشمال: أرض مسطحة بوار

ومن الجنوب المصرف: والغرب أحمد ذو الفقار

والرواية كلها على هذا النحو وكم وددت لو اتسع المجال لأذكر لك طرفاً من ذلك الحوار البديع بين النائب والمحامي في الجلسة. . .!

وحي النسيب في شعر شوقي

تأليف أحمد محمود الحوفي بدار العلوم

<<  <  ج:
ص:  >  >>