للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حاول المؤلف الشاب أن يبرهن على صدق عاطفة الحب عند شوقي، أو بعبارة أخرى أراد أن يقيم الدليل على أن الغزل في شعر شوقي نتيجة غرام حقيقي ملك قلب الشاعر الكبير ليبطل بذلك حجة الذين يقولون أنه غزل لم تلده عاطفة ولم يبعثه حب. ابتدأ المؤلف الفاضل كتابه بكلمة في الغزل وأنواعه، ثم تكلم عن العلاقة بين الحب والشعر، وذكر طرفاً من غزل شوقي في الصبا والكبر، ثم شرح بصره بنفسية المحبين، وتعرض لشرح بيئته وصور نزعته إلى الوصف وصلتها بالحب.

ولكنه لم يخرج في براهينه كثيراً عن ذكر أبيات شوقي في الغزل مستدلاً بها على صدق حبه مع أن تلك الأبيات التي يذكرها من ينكرون عليه هذا الحب مستشهدين بوجودها في مطلع بعض قصائده دون مناسبة أو داع، وكان أولى به أن يسلك في البرهان طريقاً غير هذا، فان إثبات مواقف معينه أو إقامة الدليل على صفة خاصة في حياة شاعر لا تتأتى إلا بذكر حوادث معينة واضحة، أو الإتيان بقرائن قوية توضح الغرض من شعره.

على أننا نحمد لهذا الشاب وأقرانه من طلاب دار العلوم نشاطهم وإقبالهم على الأدب العربي بحثاً وتنقيباً، ويسرنا بنوع خاص أن ينهض الشباب لدراسة شعر شوقي من جميع نواحيه، ولنا أن نعتبر هذا الكتاب باكورة طيبة لهذا الشاب الأديب.

م. الخفيف

المدينة الإسلامية وأثرها في أوروبا

تأليف محمد سعيد بخت ولي

دعا المؤلف إلى نشر هذا الكتاب كما يتضح من مقدمته ما يراه من إقبال الشبان على دراسة مدنية الغرب مع إغفالهم مدنية العرب والإسلام، ولقد تكلم في هذا الكتاب الصغير عن عظمة الإسلام في أول نشأته، ثم تقدم المسلمين في العلوم والمعارف والآداب، ثم عن قوى الإسلام البرية والبحرية في شتى عصوره، ثم عقد فصلاً عن مبلغ ما أفاده أهل الغرب من الإسلام مستشهداً بعبارات من كلام مؤرخيهم

وإنك لتلمس غيرة المؤلف وحماسته للإسلام في كتابه هذا على صغره، فلا يسعك إلا أن تشكره على هذه الأريحية، بيد أن الموضوع أوسع من أن يلم به كتيب كهذا لا تزيد

<<  <  ج:
ص:  >  >>