عرب هذه الرواية الظريفة التي تعد إحدى طرف الأدب الفرنسي شاب من شباب سوريا، ولا ريب أن حاجة العالم العربي في هذه الأيام إلى تعريب الآثار الغربية القيمة، حاجة شديدة ملحة، بيد أن الترجمة ليست كما يتوهم البعض من السهولة، وفضلاً عن ذلك فليس كل كتاب بصالح للنقل إلى العربية، وأكبر ظني أن معرب هذه الرواية لم يتوخ الدقة في الاختيار، فالرواية يغلب عليها عنصر الفكاهة، وأسلوب الفكاهة في لغة غيره في لغة أخرى، هذا إلى اختلاف الذوق العام في أمة عنه في أخرى وخصوصاً في الأدب الفكاهي، وهذه القصة بنوع خاص ينحصر جزء كبير من فكآهتها حول نطق الكلمات وإخراج الحروف فكيف ينقل ذلك إلى العربية؟ نقل المعرب الحروف الفرنسية كما هي، فكان موقفه أشبه بموقف ذلك الذي يتصدى لإضحاكك فلا تفهم ما يريد فتقابله بالوجوم فينقلب مرحه إلى فتور.
غير أني لا أنكر على المعرب ما بذل من جهد وما توخى من كمال كما يتضح في كثير من عبارته.
سعادة الأسرة
للحكيم الروسي الأكبر ليو تولوستوي
نقله إلى العربية (مختار الوكيل)
لا تكاد تمضي في قراءة هذه الترجمة العربية للقصة الروسية البديعة حتى تشعر بدقة المعرب وسلامة أسلوبه من الضعف والابتذال، فألفاظه منتقاة وتراكيبه عربية وجمله متزنة، ثم أنك لتشعر أيضاً بأن المعرب الفاضل يفهم الأصل فهما صحيحاً فلا التواء في الحوادث ولا اضطرب في مجرى القصة كلها، هذا إلى ما يشع من هذه الترجمة من روح