للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الاتزان والحصافة والشغف بفن القصص مما كان له أكبر الأثر في إنجاز هذا العمل على خير ما يرجى من طالب في كلية الحقوق لما يزل بين أعماله الدراسية المرهقة، وحسبك أن تقرأ هذه الفقرة من مقدمة المعرب لتعرف الروح التي سيطرت عليه أثناء التعريب فهو يقول (أما بعد، فغاية ما أطمح فيه من نقل هذه القصة إلى لغتنا هو تغذية الفن القصصي الناشئ عندنا بضم عناصر قوية خالدة من الفن العالمي إليه، فهل يا ترى ستحقق هذه الأمنية؟ علم الله أنها غاية ما أتوق إليه. . .؟)

ولا شك عندي أن تعريبه جاء مصداقاً لمقدمته المهذبة.

ديوان الفراتي

نظم محمد الفراتي

مطبعة باييل أخوان - دمشق

يقع هذا الديوان في أربعين ومائتي صفحة من القطع الكبير، جيد الورق متقن الطبع قسم ناظمه ما جاء فيه من قصائد إلى مصريات وسوريات وحجازيات وعراقيات وبحرينيات! ولست أذكر ديواناً في هذا الحجم تنوعت قصائده على نحو ما تنوعت القصائد في هذا الديوان، فلقد نظم الشاعر في الاجتماعات وفي شكوى الزمان وفي الرثاء والمديح والعتاب، وتغني بحنينه إلى البادية، وتفاخر بمجد الأوائل، ونظم يستنهض أهل عصره، ثم نظم في الوصف فوصف الكهرباء وصاغ شعراً في الأكسجين والنتروجين! وناجى الكواكب، ولم تكفه الأرض بما رحبت فطار على أجنحة الشعر إلى المريخ ونظم قصائد في وصفه وشط به خياله فاخترع ألفاظاً أشار في الحواشي إلى أنها من لغة المريخ!!

وهكذا أطلق الشاعر العنان لخياله في غير تحفظ ولا احتراس وسجل كل ما جادت به قريحته من غير حذف ولا إصلاح

من أجل ذلك أرجع أن الفراتي الفاضل يعنى حقاً ما أثبته في مقدمة ديوانه إذ يقول (لم أنظمة للناس وإنما نظمته لنفسي، وحسبي أن نفسي عنه راضية، ولم أقدم على نشره ليذيع اسمي ويشتهر، وإنما نشرته حرصاً عليه من الضياع) أقول أني أرجح أنه يعني ما كتب، وقد كنت أحسب ذلك منه تواضعاً أول الأمر، على أنني لست أقصد بذلك أن الديوان لا

<<  <  ج:
ص:  >  >>