يستحق النشر، كلا ففيه عدد من القصائد يستحق الشاعر من أجلها التهنئة الصادقة، ثم أن شعره في الجملة مشرق الديباجة جيد الصياغة بله تنوعه المدهش، ومن قصائده البارعة قصيدته المسماة (درة في جبين الدهر) وأختها (نفثت مصدور) وقصيدته تحت عنوان (يا ابنة عمي) ومرثيته لسعيد وغيرها.
وإنما أقصد بما ذكرت أنه كمان ينبغي أن يحذف الشاعر من ديوانه بعض القصائد التي لا تسمو إلى مستوى شعره، ولئن فعل فما كان ذلك بضائره، فبضاعته موفورة، ولا سيما وأن هذا هو الجزء الأول، وخير له أن ينتقي من الجزءين ديواناً جيداً. ثم ليسمح لي أن أنبهه في احترام إلى ألفاظ استعملها بكثرة وهي في زعمي مما يمجه الذوق الشعري (كالقطقط والعجنفل والصنبر ونفنف اللوح وغيرها مما يجب أن يخلص منها شعر الفراتي.
صحيفة مدارس الأقباط الخيرية الكبرى بطنطا
هذه الصحيفة التي تفضل حضرة المربي الفاضل ناظر مدارس الأقباط بطنطا بإهدائها إلى الرسالة، هي باكورة أعمال الطلبة وأول ثمرة لجهودهم الأدبية الفتية، فإذا قلبتها أعجبك وسرك أن تكون تلك الباكورة على خير ما تكون عليه المجلات المدرسية من دقة وجمال وحسن نظام، وإذا قرأتها حمدت لأصحابها روحهم الطيبة التي تتجلى في إخلاصهم لمدرستهم وبلادهم، فالصحيفة مليئة بدروس الوطنية، حافلة بالأبحاث المتنوعة في الاجتماع والاقتصاد والتاريخ والعلوم والآداب. والذي تغتبط له بنوع خاص أن هذه الأبحاث التي كتبها الطلاب من عملهم لم يعمدوا فيها إلى نقل أو تلفيق، بل هي أصدق صورة لعواطفهم وآمالهم، وإذا أنت قارنت بين هذه الصحيفة وأمثالها مما يظهر في مدارسنا اليوم، وبين الصحف التي كانت تصدرها المدارس منذ بضع سنوات أحسست بتقدم الطلاب في فهم العالم الذي يحيط بهم، واستبشرت بالخير لبلادنا على أيدي هؤلاء الشبان الذين نعتبرهم عدة الحاضر ورسل المستقبل.
صحيفة مدارس الأهرام
تفضل حضرة المربي الفاضل ناظر مدارس الأهرام فأهدى صحيفة مدارسه إلى الرسالة أيضاً، وتلك الصحيفة في مرحلتها الثالثة، متقنة الطبع، أنيقة الشكل، كبيرة الحجم، وهي