بالشيخ عبده، وفي الدراسات المتصلة بتاريخ نهضتنا الفكرية والاجتماعية الحديثة من ناحية أثر الشيخ عبده فيها.
مضى أربعون عاماً إلا قليلاً على وفاة الأستاذ الإمام فكتابك الطيب تحية الجيل الجديد من العلماء لمعلم الجيل القديم.
وهي تحية كريمة تتأرج بالحب والوفاء. وأي شئ في الدنيا أكرم من الحب والوفاء.
شكر الله لك وحياك.
مصطفى عبد الرزاق
١ - رفقاً بنا أيها التجار
بعد انهيار الميدان الأوربي أخذ التجار يفتنون في الإعلان عن بضاعتهم ورخص أثمانها، ولكنا وجدنا أنفسنا معهم كما قيل عن (أبي معشر): (تقرأ فتفرح وتجرّب فتحزن):
قسا تُجّارُنا حتى حسبنا ... قُلوبهمو حديداً أو حجاره!
إذا قلنا لهم: عطفاً علينا ... فإنا إخوة، لعنوا التجارة!
وصاحوا: الحرب! ويح الحرب إنَّا ... جنينا دونكم منها الخسارة!
وما صدقوا، فإن الحرب فاءت ... عليهم بالنُّضّار وبالنَّضاره
عَذيري منهمو شبعوا وجعنا ... وبعض الُحلو يُدرك بالمرارة
إذا حل الوباء بأرض قوم ... فزف إلى الحنوطيِّ البشاره
سلوا الصابون كيف غدا لديهم ... يباع كأنه مسك العطارة؟!
عباد الله خافوا الله فينا ... أنشكوَ العرى أم نشكو القذارة
٢ - المبرد
ساق العلامة المحقق (النشاشيبي) في العدد ٦٢٣ من الرسالة الغراء البيتين الآتيين في ثنايا احتجاجه لفتح راء (المبرد).
ومليح إذا النحاة رأوه ... فضلوه على (بديع الزمان)
يرضاب عن (المبرد) يروي ... ونهود تروي عن (الرماني)
وقد قال: إنهما لشاعر لا يتذكر الآن اسمه.