تكففت دمعي أو كففت عنانه ... وصار يجاري الدهر حتى تقدما
فهل ثم داع أو مجيب رجوته ... يجاملني شيئاً دعا أو ترحما
وأظن، أن في هذا القدر الآن كفاية للبصير. وقد عزم (المجلس العلمي) بالهند أن يجمع كلام إمام العصر المرحوم ويرتب ديوانه ويطبعه نرجو الله له التوفيق.
ومن فحول شعراء هذا المعهد العظيم الشيخ حبيب الرحمن المرحوم مدير المعهد وله شعر رقيق اللفظ منسجم رائق جزيل المعنى. ومن العجيب إنه كان شديد الاشتغال بشؤون المعهد الإدارية ولكن مع هذا له شعر غزير يربو على أربعة آلاف بيت في غاية من اللطافة وحسن السبك ودقة النسيج وحلاوة اللفظ يكاد يظن إنه طول عمره كان عاكفاً على الشعر العربي، ويمتاز شعره عن شعر إمام العصر المذكور بالرقة والانسجام، وشعر إمام العصر يمتاز بالجزالة وفخامة الأسلوب، وشعره أقرب إلى شعر المولدين، كما أن شعر إمام العصر يشبه كلام المخضرمين. وأرى نفسي موفقاً في الفرق بين شعرهما إن قلت إن الشيخ المدير كان بحتري عصره، وإمام العصر فرزدق وقته. وديوان شعره مطبوع وإن لم تحل أشغالي دون مرامي عسى أن أنتهز فرصة وأقدم شيئاً من شعره لأخوان القاهرة والله الموفق.
محمد يوسف البنوري
الأستاذ بالجامعة الإسلامية بالهند. وعضو (المجلس العلمي)