أجمع النسابون على أنه منها اى قبية أخرى غيرها، فقد ذكراحب الاغاني في سلسلة نسب قس أقصى بن دعمي بن اياد، وذكر أيضا في نسب النابغة الشيباني أقضى بن دعمي بن جديلة بن أسد في ربيعة بن نزار فيكون أقصى بن دعمي على هذا من ربيعة بن نزار لا من إياد بن نزار، ويكون قس من ربيعة لا من إياد، ومن البعيد أن يكون أقصى بن دعمي المكور في نسب قس غير المذكور في نسب النابغة، وأن بكون الاتفاق في اسميهما واسمي أبيهما من باب المصادفة، على أنه روي مع هذا أن الجارود بن عبد الله لما وفد في وفد عبد ألقيس على رسول الله سأله يا جارود هل في جماعة عبد القيس من يعرف لنا قسا؟ قالوا كلنا نعرفه، وفي رواية أخرى أنه لما قدم وفد بكر بن وائل على رسول الله قال لهم ما فعل قس بن ساعدة الايادي؟ قالوا مات يا رسول الله، وفي رواية ثالثة أن وفد بكر بن وائل قدموا على النبىلى الله عليه وسلم فقال هل فيكم أحد من إياد؟ قالوا نعم، قال ألكم علم بقس بن ساعدة؟ قالوا مات يا رسول الله، فكل هذه الروايات تفيد اتصال نسب قس بعبد القيس وبكر وهما من قبائل ربيعة، نعم قد يمكن أن تكون إياد مجاورة في السكن لهاتين القبيلتين فسأل رسول لله وفدهما عن قس لمجاورتهما لقبيلته، ولكن هذا لا يكفي في دفع ما يفيده ظاهر هذه الروايات مع ما يفيده ذكر أقصى بن دعمي في نسب قس ونسب شيبان وبكر وعبد القيس وغيرهما من قبائل ربيعة، بل إن سؤال رسول الله بكرا وعبد القيس عن إياد ظاهر في أن إياد كلها من ربيعة لا قسا وحده، وربما يؤيد هذا أن إياد لوكانت فرعاً مستقلا من نزار لما أمكنه أن يحافظ على وحدته ذلك العهد الطويل، لما تأباه طبيعة بلاد العرب، إذ يعيش فيها أهلها عيشة ارتحال وتنقل، وقد قضت تلك الطبيعة على فرعيمضر وربيعة أن ينقسما إلى مالا يحصى من القبائل، فلا يمكن أن ينجو من تأثيرها فرع إياد على ما يراه النسابون من تفرعه من نزار مع ذينك الفرعين في ذلك الأمد البعيد، وإذا كانت إياد من ربيعة فيكون التقاؤها مع قبائلها في أقصى بندعمي، ويكون إياد بعد أقصى لا قبله، وقد دخل أنساب القبائل تخليط كثير مثل هذا وغيره، وربما كانت إياد فعلت ذلك عن عمد بعد حروبها مع عبد القيس وغيرها منقبائل ربيعة.
قبيلة اياد: كانت قبيلة إياد نازلة في قديم أمرها بين
إخوتها من قبائل معد، في تهامة والحجاز ونجد، وكانت تقيم هي وأنمار معا في أرض