للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

مستمسكين بها. فجاهدوا اخلص الجهاد ضد حكومة شارل العاشر لأن تلك الحكومة كانت شديدة العداء للطبقات التي نشئوا منها حتى انتهكت حقوقهم وبالغت في حرمانهم منها، وحاربوا باسم الرفاهية التي لم ينعموا منها بالقدر الذي ظنوا أنه يجب أن ينعموا به. فعذب البعض بسبب حرية الفكر. ووجد آخرون من ذوي العقول الجبارة أنهم منسيون مبعدون من الوظائف التي يشغلها ناس دونهم كفاية. ثم زادتهم مظالم الشعب حرقة وغضبا، فشرعوا يكتبون في جرعة وإيمان عن الحقوق التي تلزم لكل إنسان. بيد أنهم لما آمنوا على حقوقهم السياسية والفكرية، وانفتح أمامهم سبيل الوظائف، وتحققت لهم الرفاهية التي سعوا من اجلها حينئذ نسوا الشعب. نسوا إن الملايين التي تقل عنهم ثقافة وطموحا. كانت تجاهد لتقرر حقوقا أخرى، وتحقق هناءة من نوع آخر، واخلدوا إلى الطمأنينة، ولم يعودوا يهتمون بأحد غير أنفسهم. لماذا تدعونهم خونة. أليس الأجدر أن تدعوا نظريتهم نظرية غادرة؟

(البقية في العدد القادم)

عامر عبد الوهاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>