للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ذلك في الكتاب الذي طلعت به مدام ستايل على جمهرة النقاد وعامة القراء وعنوانه (من الألمانية، ' وأتت فيه على ذكر الرومانتيكية عند أدباء الألمان، وما استأثرت به من عنايتهم الفائقة واهتمامهم البالغ. أما مدام دي ستايل فيقول عنها فيكتور هيجو في مقدمته لديوان أشعاره إنها أول من جرى لسانها بعبارة (الأدب الرومانتيكي) في فرنسا.

وكأن لفظة رومانتيكي سئمت حياة الترحال والتجوال، وحنت إلى حياة الثبات والاستقرار، فولت وجهها شطر وطنها الأصلي، فعادت إلى إنجلترا، واطمأن بها المقام هناك، وقد وضحت معالمها واستبانت خطوطها، على نحو لا ترقى إليه شبهة بل ينهض عليه الدليل.

فبيرون يفهم من الرومانتيكية ما يفهمه جيته حين يقول - أي بيرون (إن شليجل ومدام دي ستايل حاولا جهدهما أن يلتزما في تقسيم الشعر قسمين اثنين، وهما الكلاسيكي والرومانتيكي وسوف يكون من نتيجة ذلك مناقشات حامية).

ومن عجب أن الروماتيكية لم تصادف هوى في نفوس أدباء الإنجليز، فصدفوا عنها ولم يعنوا بها عناية غيرهم بها، برغم من أنهم هم الذين ابتدعوها وابتكروها. فبينا نرى الرومانتيكية في فرنسا وألمانيا قبلة أنظار الكتاب والشعراء، ثم عنوانا لمدرسة من المدارس الأدبية، نراها في إنجلترا محل استخفاف الأدباء الإنجليز واستهانتهم، ومن ثم فقد أعوزها عندهم الدقة والوضوح. أما الفرنسيون فقد وضعوا الكتب والمؤلفات في التعريف بها، وبذلوا الجهد الجهيد في تحديد مفهوماتها ومدلولاتها، ولعل لبرنتير الفضل الأكبر في إزالة ما يكتنفها من غموض وإبهام. أما الألمان فقد نسجوا حولها نظرية فلسفية أحكموا أطرافها فجاءت متلاحمة متواشجة، يدفعهم إلى ذلك الجري وراء المجردات، والاندفاع وراء النظريات.

(للبحث بقية)

فخري قسطندي. . .

<<  <  ج:
ص:  >  >>