بشراك يا ملك الدنيا لقد شرفت ... بك المماليك واستعلت على الرتب
فانهض إلى الأرض فالدنيا بأجمعها ... مدت إليك نواصيها بلا نصب
أدركت ثأر صلاح الدين إذ غضبت ... منه لسر طواه الله في اللقب
إن عكا مدينة عزيزة على القلب بذكرياتها، أقلب صفحات الفتح الأشرفي فاقرأها بجانب صفحات من عاصر صلاح الدين وعاين قلقه على جنوده المحاصرين بقلعتها. أمضيت أياماً أسجل من سيرته تنقلاته في التلول المقابلة لسهول عكا، وأتابع تلك النفس العظيمة، ولذلك كنت كلما مررت بهذه الجهات يخفق قلبي وتهتز نفسي شوقاً إلى أرواح الشهداء الذين ماتوا على تلك البقعة التي تجمع مع الطهارة الخلود في نفس كل مسلم.