واتئاد، وراحة بال واطمئنان خاطر. . . منظر الجمال المتتابعة في رتابة الجمال، ومتتابعة مختلطة متحركة في تموج واضطراب) فكل هذا لا أثره له هنا.
وقد استلقت لفظتا (القصر) - جمع قصرة - و (جمالة) جمع جمل - استقلتا بتصوير الضخامة - وهي المقصودة أولا في المشهد - واستقلت كلمة (ترمي) بتصوير العنف - وهي المقصودة ثانيا في المشهد - ثم جاءت كلمة (صفر) لتعطي لهذا المشهد مجرد اللون، ولتتم الصورة بحجمها وحركتها ولونها على طريقة التصوير في القرآن.
ولو أراد مجرد الضخامة واللون دون العنف لقال مثلا: ترسل بشرر ولم يقل (ترمي بشرر)، فكلمة (ترمي) تجئ هنا لتكمل خاصة معينة للصورة.
واللون الأصفر في هذا المجال لا يشيع في المشهد ما أراد الأستاذ أن يشيع من الوضاءة والهدوء والصفاء!
وأنا أعيذ الأستاذ أن يقف لحظة أمام هذا المشهد الوضئ! ولو - لا قدر الله - شهده، ووقف حياله وقفة المهدد به، لما أغنى اللون الأصفر فتيلا في تخفيف هوله، ولما وجد في خاطره فسحة لتملئ وضاءته! في ظل ذي ثلاث شعب، لا ظليل ولا يغنى من اللهب، وهي ترمي بشرر كالقصر كأنه جمال صفر. إنها هنا صفرة النار التي ترمي بالشرر لا صفرة الظل الأبيض الناصع الذي يمتع النظر!
سيد قطب
تأبين المرحوم الأستاذ طه الراوي:
ستقوم دار المعلمين العالية ببغداد بالاتفاق مع وزارة المعارف العراقية ولجنة الترجمة والتأليف والنشر العراقية بحفلة تأبينية كبرى للمرحوم الأستاذ طه الراوي أستاذ الأدب العربي بدار المعلمين العالية ببغداد سابقا، وذلك في ذكرى وفاته الستينية في اليوم العشرين من كانون الأول (ديسمبر) ١٩٤٦. وقد تشكلت لجنة لتنظيم هذا الاحتفال برئاسة عميد دار المعلمين العالية وعضوية الأساتذة؛ محمد هاشم عطية، والدكتور محمد مصطفى زيادة، والدكتور عبد العزيز الدوري، الأساتذة في المعهد. وقد رأت اللجنة الاتصال بكافة الهيئات والمؤسسات والشخصيات التي لها صلة وثيقة بالمرحوم لتساهم في الحفلة التأبينية. فنرجو