(فماذا يمنع حكومتنا ووزارة الداخلية خاصة، أن تقلد الحكومات الراقية في فرض لجان من أهل الرأي والثقافة والغيرة لتراقب كل (فلم) ينقل إلى بلادنا، وماذا يمنعها أن تتقدم إلى أرباب صالات الصور المتحركة بأن يمنعوا القاصرين من أطفالنا، وكذلك الجنس اللطيف من غشياه دورهم إلا في عرض روايات خاصة تخلو مما لا يتفق والمدارك الساذجة والعفة المصونة؟! لماذا لا تعمد الحكومة إلى هذا؟ وإلى متى نحلل كل ما يسيء إلى أخلاقنا وآدابنا باسم الحرية الشخصية وباسم التمدين الحديث؟!)
قرأت هذه الكلمة لكاتب أديب في جريدة (القبس) السورية فقلت يظهر أن العلة شائعة في أقطار الشرق العربي في النكبة بتلك الأفلام التي يسمونها فناً، وما هي في الواقع إلا استهتار رخيص وتملق سافر لأحط الغرائز في الجماهير؟! وإن هذا الذي يقال في سوريا هو الذي يقال أيضا لحكومتنا في مصر. فأن الأفلام السينمائية التي تعرض في مصر والشرق لم تعد بحال من الأحوال أداة للثقافة وتهذيب العواطف، بل إنها عدوة لكل ثقافة وتهذيب، ومعول مسلط على أخلاقنا وتقاليدنا وقوميتنا، سواء في ذلك الأفلام المحلية أو الوافدة من الخارج، ولقد بحت الأصوات في الإهاب بالمسؤولين أن يفزعوا لهذا الخطر ولكن القائمين بتلك الأفلام يملكون من المال ما يغري، ويقدمون من الوسائل ما يحطم كل رقابة. . . وهيهات!!