وهناك بناء فيه حجر جميلة يسمى رنك محل (المحل الملون) وهو مزين بالنقوش محلى بالأشكال. ولكن ذهب الزمان بأكثر طلاه ويمتد منه إلى بناء آخر مجرى للماء رخاميّ يمثل قاعه ترقرق الماء عليه.
وأبنية أخرى منها البرج المثمن وكان يجلس السلطان في شرفته كل صباح فيشرف على الجمهور وكانت هذه عادة سلاطين المغول
ومنها الحمام (غسل خانه) وهو حجرات ثلاث في إحداها حوض صغير يخرج منه بخار معطر وفي الأخريين أحواض للاغتسال من المرمر بينها مجار أنيقة للماء الحار والبارد وفي إحداهما قطعة من المرمر كبيرة كانت مصلى للسلطان بعد الفراغ من الاستحمام.
ورأينا حجرات هناك لجلوس السلطان ونومه وفي إحداهما وسائد وملابس كأن شاهجهان لا يزال بها. وليس بها إلا الأثر والذكر ويد الزمان الأعسر.
وهناك مسجد صغير يسمى موتى مسجد (مسجد اللؤلؤة) بناه أورنك زيب شاهجهان وهو كاسمه لؤلؤة كبيرة ولكنها من المرمر الأبيض. ويخيل لرائيه أنه قطعة واحدة كبيرة من المرمر فصلتها يد النحات الصنع قباباً وعمداً ومحراباً ومنبراً.
ويقال أن السلطان بناه حين شغلته شئونه عن الذهاب إلى المسجد الجامع لكل صلاة.
وفي ساحات القلعة أحواض فسيحة تقوم وسطها مقصورات للجلوس وقنوات من الحجر جميلة يجري فيها الماء رقراقاً. ومنها نهر بهشت (نهر الجنة) وهو مجرى على ضفافيه الأزهار والأشجار وفي قاعه صور من الأزهار جميلة تكاد تهتز وتنمو حين يجري الماء عليها. وهذا النهر يبتدئ عند منظرة جميلة مزينة مشرفة عليه وعلى هذا الجمال المفصل في أرجاء القلعة.
ولا أنسى رباعية فارسية رأيتها في إحدى الحجر وأعجبني موضعها بين هذا الجلال والجمال. فأردت إثباتها فلم أجد قلمي.
ولم يكن لي بدّ من نقلها فقلت لرفيقي الأستاذ اشتياق حسين عميد كلية الآداب بجامعة دلهي وقد تفضل باصطحابي في زيارة القلعة: