النافعة فهي وضع مراس للسفينة هذه المراسي تلجأ إليها وتستقر فيها. ولوضع هذه المراسي يجب أن يكون مفهوماً أننا أمة لا تعيش في مهب الريح تتقبل كل ما يرد إليها، بل نحن أمة ذات تراث تنشئ منه العدة التي تواجه بها الظروف والطوارئ، فكل ناحية لا بد أن تصطبغ بذلك الميراث، فالتعليم ينبغي أن ينشأ فيه الناشئ متأثراً باللون التراثين ومما يؤسف له أن مادة التعليم في مصر إلى الآن عديمة اللون. والجماعة التي ينتمي إليها الأفراد سواء أكانت ثقافية أم اقتصادية أم غير ذلك. ينبغي أن يكون منهجها مشتقاً من ذلك الميراث، فلا تقتصر على الناحية الخاصة من نشاطها، بل يجب أن تتجه إلى تكوين المواطن بتثبيته في مرساه لا تزعزعه العواصف.
وقد كانت هذه المحاضرة مكتنزة دسمة، كما وصفها الدكتور منصور فهمي باشا في تعقيبه عليها، وقد ألقاها الأستاذ شفيق بك في ارتجال وإيجاز وضحت معهما مراميها البالغة.
التسجيل الثقافي في مصر وفي سوريا:
أعدت الإدارة العامة للثقافة بوزارة المعارف في الفترة الأخيرة برنامجاً لأعمال ثقافية جديدة كما أعدت الوسائل الفنية لتنفيذها، ومن هذه الأعمال إصدار سجل ثقافي سنوي يحوي مظاهر النشاط الثقافي خارج النطاق المدرسي في عام، وأنشأت له إدارة التسجيل الثقافي التي تعمل الآن في إعداد سجل سنة ١٩٤٨، ومن تلك الأعمال أيضاً إحياء الذخائر الأدبية، وطبع كتب تمت ترجمتها ومراجعتها.
وأدرجت الإدارة في ميزانيتها اعتمادات لتنفيذ ذلك البرنامج ولكن مشروع الميزانية الجديد تناول بالحذف أو التخفيض جانباً كبيراً من هذه الاعتمادات، فحذف مما حذف ثلاثة آلاف جنيه كانت مخصصة لطبع السجل الثقافي، وهذا الحذف وإن كان لا يعوق إصدار السجل إذ يمكن طبعه من اعتمادات أخرى، إلا أنه مما يؤسف له أن تتجه الدولة إلى التقتير على الأعمال الثقافية الإنشائية النافعة في الوقت تسخر فيه على أمور نعتقد أنها ليست إلا وسائل لهذه الأعمال كإيفاد الأعضاء إلى المؤتمرات في البلاد الأوربية وغيرها، وهذا بصرف النظر عما تبذله الدولة من الأموال في استقدام فنانين أجانب لن تجني البلاد منهم إن جنت إلا فوائد كمالية.
هذا ف٠ي الوقت الذي تلقت فيه الجامعة العربية من سوريا أن وزارة المعارف بها قررت