والمال مفتاح كل مغلق، وميسر كل صعب، ومسهل كل عسير. أضف إلى ذلك النعرة التركية التي تطمح دائماً إلى السيادة والعضموت، والقوة والجبروت، والسيطرة والرهبوت، الأمر الذي مكن لهم في هذه الجهات سلطاناً وقوة، وثبت أقدامهم، ورفع شأنهم. . .
وبتوالي الزمن، وانقطاع المماليك عن مبعث السلطان، وموطن العظمة، واضطرارهم إلى الاحتكاك بالأهلين في شتى نواحي الحياة، وبخاصة سبيل الرزق والعيش، وبطول العشرة وما طبع عليه النوبيون من أمانة ووفاء، تزوج هؤلاء من النوبيات، وتزوج منهم النوبيون، وأصهر كل إلى الآخر، فتلاشت بعض خصائصهم، وأصبحوا مصريين مخلصين. . .
ومهما يكن من شيء، فقد ازداد حب النوبيين لولاة الأمور في مصر، وبخاصة أيام المغفور له الملك فؤاد الأول، الذي ملأ بهم قصره. وتضاعف هذا الحب للمليك المحبوب فاروق الأول حفظه الله، فغصت بهم دواوين الحكومة، فكانوا مثال العفة والنزاهة، والأمانة والإخلاص. . . .