فأنت ترى كيف وصل ما بين الأبيات في موضوع واحد هو (دنشواي) وهكذا إلى آخر هذه القصيدة. لا يكاد يخرج عن هذا الموضوع قيد أنملة كما أننا لا ننسى أن في شوقي عنصر خطيراً آخر من عناصر التجديد هو - الشعر التمثيلي - فقد استطاع شوقي بحسن ثقافته وسعة اطلاعه وبراعة تذوقه للأدب أن ينقل إلى الشعر العربي لونا جديداً من ألوانه وأن يطعمه بهذه التمثيليات التي تعد عنصراً دخيلاً في الشعر العربي، وقد كاد أن يكون خلوا منها اللهم إلا شذرات وخطرات جاءت فيه عفو وهي شاذة - والشاذ لا حكم له -
هذه التمثيليات قائمة على الحوار الشعري ومنها تمثيلية (كليوباترة) و (علي بك الكبير) و (مجنون ليلى) وغيرها.
وهذه البدعة الحسنة التي أستنها شوقي لا تزال سنة يحتذي بها الشعراء من بعده مكثرين ومقلين وخاصة المجيدين منهم؟ وبعد هذا كله لا يسعنا إلا أن نقول إن البارودي استطاع أن يبعث الشعر العربي من رقدته الطويلة، بينما استطاع شوقي أن يجدد فيه حتى ساير الشعر الغربي الحديث في كثير من شعابه ونواحيه