للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

بإشهار السلموني، فقبض على معين الدين، وسجنه، وكاد يقطع لسانه، لولا أنه أرضى السلطان ببعض المال فعفا عنه. . . .

أما السلموني فقد سخط أشد السخط على القاضي عبد البر بسبب ما ألحقه به من الأذى، وهجاه بقصيدة طويلة هجاء فاحشا، نسب إليه فيه كل كبيرة وصغيرة. وقد شاعت هذه القصيدة وذاعت وحفظها كثير مت الناس، من محبي السلموني وغيرهم. وأخذوا يرددونها في مجالسهم تفكها بابن الشحنة. . ومنها هذه الأبيات:

فشا الزور في مصر وفي جنباتها ... ولم لا وعبد البر قاضي قضاتها

أينكر في الأحكام زور وباطل ... وأحكامه فيها بمختلفاتها

إذا جاءه الدينار من وجه رشوة ... يرى أنه حل على شبهاتها

فإسلام عبد البر ليس يرى سوى ... بعمته والكفر في سنماتها. . الخ

فشكاه عبد البر إلى السلطان. فأحضر السلطان الشيخ جمال الدين السلموني ووبخه، فأنكر أنه نظم هذه القصيدة كلها ولكن أقيمت عليه البينة، وشهد الشهود. . . فأمر السلطان بقيده وسجنه بالمدرسة الصالحية. . . ثم أراد القضاة - انتصارا لزميلهم - أن يضربوا هذا الشاعر بالسياط، ويشهروه في القاهرة، ثانيا. . . فعلم جماعة من العوام بذلك، وهم من محبي السلمونيز فتعرضوا للقضاة وهددوهم بالأذى. وجمعوا الحجارة في أكمامهم، وهموا برجم القاضي عبد البر، وهو في طريقه. . . فاضطر إلى العفو عن الشاعر دون أن يعزره أو يشهره، ولكنه تركه في سجنه زمنا. . ولهج العامة بأن السلطان على هذا الشاعر ويعني بأمره. . .

فقال الشيخ ولي الدين: ويحكم أليس لكم الليلة حديث إلا الغيبة. إنكم لكالغربان لا تسقط إلا على الجيف

للكلام بقية

محمد رزق سليم

<<  <  ج:
ص:  >  >>