يجب الإشارة إلى الأهمية الكبرى التي اكتسبها. لقد أصبح علم النفس ضرورة من ضرورات المجتمع الحديث، فبه يمكن حل الكثير من المشاكل الاجتماعية وعلى ضوئه يمكن تفسير السلوك الإنساني المعقد، وبدون ذلك لا يتيسر للإنسان الحياة في وئام. علم النفس الآن هو طبيب، الإنسانية بل خادمها الأول. وهو ينفع المعلم كما ينفع الطبيب وينفع صاحب المصنع كما ينفع العامل. هو علم الإنسان. بل علم النفس الإنسانية، ولذلك يجب علينا معشر الشرقيين أن نحله مكانه الممتاز بين سائر العلوم
ومن بين العلوم التي أخذت تحتل مكانها الممتاز إلى جانب علم النفس بفروعه المختلفة نجد علم الاقتصاد. إن المجتمع الناهض القوي يجب أن يبنى على أسس اقتصادية سليمة، وإلا ذهب الكلام عن إصلاحه وتقدمه أدراج الرياح، وهل يتيسر ذلك إلا بالسير وفق سياسة اقتصادية مرسومة وفق أحدث نظريات الاقتصاد؟! ألم يشترك الكتاب الاقتصاديون مع غيرهم في تقديم الوقود لإشعال نار الثورة الفرنسية وبناء مجتمع جديد على أنقاض الملكية المتهدمة؟!
والكلام عن علم الاقتصاد يقودنا إلى الكلام عن النظم الاقتصادية وما انبنى عليها من مذاهب سياسية يحاول كل منها تنظيم المجتمع أحسن تنظيم. ولقد طبقت هذه النظم في بعض الدول الأوربية مثل الروسيا أو ألمانيا أو إنجلترا حيث نجد الشيوعية والاشتراكية والديمقراطية. ولهذه المذاهب - وإن كانت سياسية - مثلها التربوية وفلسفتها التعليمية. . ولذلك لا يمكننا إغفالها دون التحدث عن موقف رسالة المربي منها. إننا ننظر إليها جميعها كوسائل ضمن الوسائل التي نستفيد بها لتحقيق هدفنا التربوي، فإذا كانت عاملا من عوامل النمو الاجتماعي استخدمناها وإذا سلبتنا حريتنا وشخصيتنا ووقفت عائقا دون تقدمنا تركناها ونبذناها. فليست العبرة لدينا بالأسماء بقدر ما نهتم بحقائق الأشياء. ونحن نقول لأصحابها:(وهي إلا أسماء سميتموها.)
إن لكل مذهب سياسي ظروفه الخاصة التي أدت إلى ظهوره وانتشاره وبخاصة وله بيئته المحلية التي لا يترعرع إلا فيها ولا يزدهر إلا في أحضانها. ولكل بيئة تراثها التاريخي فكيف يصلح في مصر ما يصلح في إنجلترا أو الروسيا؟!
ولماذا لا تكون لنا رسالتنا الخاصة نستمدها من تراثنا القديم والوسيط والحديث، ومن