للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خيراتنا وتجاربنا، فنحن أدرى بأحوالنا وبما يلزمنا؛ نقتبس من المذاهب شيوعية كانت أو ديمقراطية أحسن ما فيها مما يتمشى مع مقوماتنا ونخرج من ذلك كله بفلسفتنا الخاصة فتكون لنا أكبر البعث والحياة

وفي ميدان المدرسة يجب أن تتركز جهود المربى لتحقيق رسالته، ذلك لأن المدرسة تقوم بدور رئيسي في تربية أفراد المجتمع. وموضوع المدرسة وما يجب أن تكون عليه حتى تنجح في تحقيق رسالة المربي موضوع قد استحق التأليف فيه من كبار فلاسفة التربية في الغرب، وسوف نفرد له بحثا خاصا بإذن الله

وكما يجب أن تتجه همة المربي إلى المدرسة يجب أن تتجه إلى سائر الميادين الاجتماعية الأخرى. . إلى السينما والمسرح وإلى الصحافة والإذاعة، فكل ميدان من هذه الميادين يحتاج إلى نفس الإشراف والتوجيه الذي يكفل ضمان نمو الروح الاجتماعية التقدمية بين جميع أفراد المجتمع. يجب أن يقف المربي من إصلاح المجتمع موقفا إيجابيا بشتى الوسائل كإنشاء المراكز الاجتماعية حتى يشع كل منها الروح الاجتماعية فيمن حوله من السكان. حقا إن إنشاء المراكز الاجتماعية بخبرائها وأطبائها وميادينها وملاعبها ومسارحها وصالات محاضراتها كفيل بتوجيه المجتمع الوجهة الصحيحة التي يجب أن يتجه إليها. إن اهتمامنا لا يزال ينصب على المدارس فقط، وهذا خطأ كبير. حقيقة إن المدارس وإن كانت تعد الإنسان فترة كبيرة من حياته إلا أن ذلك ليس معناه الاعتماد عليها فقط، لأن الفرد قبل التحاقه بالمدرسة يكون إلى حد كبير صورة مصغرة للمجتمع المنزلي الذي عاش فيه، ثم هو بعد التحاقه بالمدرسة لا يقطع صلته أبدا سواء بالمنزل أو الشارع ويكون أثناء ذلك شأن كل صحيح البدن عرضة للإصابة بجراثيم الأمراض لاجتماعية المعدية. وهنا تتبين لنا أهمية رسالة المراكز الاجتماعية. عليها مهمة الوقاية والحماية والتأييد والتعضيد. هي الناصح المخلص والمرشد الأمين والطبيب الذي يأخذ بيد المصابين وقبل أن يزمن الداء يقدم إليهم الدواء فالشفاء

ولكن عن أي مجتمع نتحدث؟! إن المجتمع الذي نقصده ليس المجتمع المصري أو العراقي أو الشامي أو الإنجليزي، وإنما هو المجتمع العالمي. . أي المجتمع الذي يضم أفراد العالم جميعا. وما فائدة إصلاح مجتمع محلي مع إهمال سائر المجتمعات؟ أليس هذا هو سر

<<  <  ج:
ص:  >  >>