التعارض بيد الأمم وبالتالي سبب قيام الحروب وانهيار كل دولة وتأخرها إلى الوراء. إن من بين الأسباب الرئيسية للحروب بين دول العالم هو اختلاف الإعداد التربوي في دولة، عنه في الأخرى، هو في التعصب القومي الأعمى البغيض، هو في اختلاف الاتجاهات العقلية والخلقية بين الدول، حقاً إن الإعداد الاجتماعي كفيل بإيجاد التقارب والتفاهم بين أفراد المجتمع العالمي. إن الأسر على ما بينها من اختلاف تعيش في وتام وسلام داخل حدود الدولة الواحدة، ذلك لأنها تخضع لإعداد اجتماعي واحد يهدف إلى تقوية عوامل الوحدة في الدولة، فلماذا لا ننظر إلى الدول على أنها أسر صغيرة في المجتمع العالمي، ونعمل على إيجاد روابط اجتماعية عالمية تؤدي إلى جعل التعاون العالمي حقيقة ملموسة لا حلما في الخيال؟ إن رسالة المربي تنظر إلى الوحدة العالمية كهدف قريب الوصول سهل التحقيق وهي تراها لازمة لها لزوم الروح للحياة. ورسالة المربى بهذا المعنى تحقق نمو المجتمع الإنساني ورقي العالم وبها يتحقق أكبر قسط ممكن من السعادة الذاتية للإنسان
وهذه النظرة العالمية تؤكد لنا حاجة أمم العالم إن التعاون فيما بينها شأنها في ذلك شأن الإنسان. فكما أن الإنسان مضطر إلى أن يحيا ضمن المجتمع، فكذلك الدول مضطرة هي الأخرى إلى أن تحيى ضمن المجتمع العالمي. وكما أن كل إنسان ينعزل عن المجتمع يكتب على نفسه الفناء والزوال، فكذلك كل أمة تبتعد بنفسها عن غيرها من الأمم تكتب على نفسها - بانعزالها وجمودها - الفناء والزوال. وكما يجب أن تسود الروح الاجتماعية بين أفراد المجتمع يجب أن تسود بين دول العالم جميعها.
وعلى ضوء هذه النظرة العالمية يجب أن تسود بين دول العالم جميعها، وعلى ضوء هذه النظرة العالمية يجب أن تتكيف التربية داخل المدرسة وخارجها فيكون هدفها هو العمل على إيجاد التوافق الاجتماعي بمعناه الخاص وبمعناه العام أيضاً. ولنضرب لذلك مثلاً تدريسنا لعلم التاريخ. هل غرضنا من تدريسه تقديم أداة فعاله تمكن المتعلم من الاندماج مع مجتمعه هو والعمل على رفع شأنه دون الاهتمام بغيره، والتعصف لوطنه والحط من شأن غيره من الأوطان؟! لو فعلنا ذلك لأغفلنا أهم جانب في رسالة المربي. إن التاريخ بهذه الصورة هو سر التعصب القومي. . . هو الزيت المصبوب على حطام العالم لتشتعل فيه الحروب من جديد حتى لا يخمد لها أوار. أما إذا قمنا بتدريس التاريخ على أنه توضيح لما