للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

المألوفة. وإذا كانت لغتنا الأدبية غير قادرة على التطور الذي ينبعث من استعمال اللغة في الحديث فلا أقل من أن نتيح لها التطور على أقلام كتابها. وفي القياس متدوحة عن هذا التزمت فكلمة المحطة لها نظائر في اللغة كالمنزلة والمنزل بمعنى مكان النزول وسلطان الثقافة العربية القديمة واضح كل الوضوح في صور المؤلف وتشبيهاته، فهو يقول مثلاً إنه قبل عنق صاحبته (فكأنما قبل عاجاً دافئاً)! ترى لو قبل المؤلف قطعة دافئة من سن الفيل أكان يستعذب هذه القبلة! إن التشبيه أداة فعالة في يد الروائي تغنيه في كثير من الأحيان عن الوصف المطول والتحليل المبسوط وخير له إذا لم يوفق إلى تشبيه معبر طريف ألا يلجأ إلى الصور التقليدية التي لا معنى لها، خاصةً أن تشبيه العرب الجلد العاج كان يقصد به دائماً اللون لا الملمس.

بقيت كلمة قصيرة أخرى عن نهاية القصة فإن بها شيئاً من الغموض. فالبطل يقص علينا أنه نشر قصة حبه فلما قرأتها أميرة جاءت تفسر موقفها وتعتذر عن زواجها من ابن عمها. والقصة التي بين أيدينا هي قصة حبه كذلك فهل هي طبعة ثانية من القصة الأولى أضيفت إليها الخاتمة!

عبد القادر القط

<<  <  ج:
ص:  >  >>