عنه وحملوا مبادئه إلى أقطار أخرى؛ حتى إذا وافاه أجله ذهب البعض إلى مقارنته بالاسكندر الذي غزا أقاليم مجهولة، وبعضهم ذهب إلى تمثيله بصاحب الرسالة المسيحية، وفكرة (هيجل) هي مذهب التحول المستمر، والعالم - عنده - هو كالنبتة تنجم دائماً من أصلها، وتحمل في بعض الأحيان براعيم وأزاهير وثمرات. . . . .
وبعد موت (هيجل) انشقت مدرسته وقام منها ثلاث فرق: فريق عكف على تحليل مذهبه وتطبيق فروعه على بعض فروع علمية وأدبية، وقد هذب هذا الفريق من أسلوب معلمهم حتى أخرجوا من حلقة الخاصة إلى متناول العامة؛ وفريق سابق، وأن يرد كل أصولها إلى الدين؛ والفريق الثالث نظر إلى (هيجل) نظرة مستقلة، ووجد أن الدين المسيحي قد انتهى به، كما انتهى العصر الوثني اليوناني بأرسطو، والكلمة التي رددها أحد تلاميذه:(لتكمل إرادة الرجل) تعتبر أول قاعدة في بناء شريعة المستقبل