للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

يُعالِجانِ ما يُصلِحُهما، والرَّجلُ والرَّجلانِ يأتيانِ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فيَسمعانِ مِنه، فإِذا أَمسَينا اجتَمعنا فتَذاكرْنا /ما سمِعْنا مِن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فذهبتُ أَنا وصاحبٌ لي إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بتمرٍ، فأَلقاهُ بينَ أَيدينا على نِطعٍ، وكُنا نَجمعُه بينَ يدَيه، فإِذا رآهُ قَد اجتمعَ أَخذَه فأَلقاهُ بينَ أَيدينا، فكُنا نَفعلُ ذلكَ لِما نَرجو مِن بركةِ يدِهِ صلى الله عليه وسلم.

فبينَا نحنُ كذلكَ إذ أَقبلَ الرَّجلانِ اللذانِ كانا في الرِّعْيةِ، فلقيَه الذي كانَ في الرَّحلِ مَعه السِّقاءُ ليأتيَ به الماءَ، فقالَ الرجلُ: أَعطِني السِّقاءَ فأكفِكَ فإنَّكَ لم تزلْ منذُ اليومَ نَصِباً شاحِباً، وأَخذَ السِّقاءَ، فأَعجبَنا الذي رأْينا مما يَصنعُ ومِن حرصِهِ على العملِ، فذكَرْنا ذلكَ عندَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ذاكَ رَجلٌ مِن أهلِ النارِ».

فسُقطَ في أَيدينا وكِدنا أَن نَهلكَ لِما نَعلمُ مِن فضلِهِ في أنفُسِنا ولِما سبقَ له على لسانِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فكُنا نَبكي له إِذا خلَونا، ونَكرهُ أَن نُفشيَ سِرَّ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وهو في حالِ الجهادِ والعملِ إلى أَن جمعَ لنا العدوُّ يوماً فأصابَهُ سهمٌ غَربٌ وصُرِعَ.

فجاءَ رَجلٌ ممن كانَ سمعَ الحديثَ مِن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: هذا فلانٌ قُتلَ صابراً مُحتسباً، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يَفعلُ اللهُ / ما يشاءُ»، بَينا نحنُ كذلكَ إذ مرَّ به أَصحابُه يَحملونَه في عَباءٍ، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ما هَذا؟» قَالوا: (فلانٌ، قالَ؟): «أوَ ما أُخبرتُ أنَّه قُتلَ؟» قَالوا: إنَّ به رَمَقاً، فانطَلَقوا به فوَضعوهُ في المنزلِ، فلمَّا وجدَ ألَمَ جراحَتِه أَخذَ مِشقَصاً مِن كِنانتِه فنَحرَ به نَفسَه، فأُخبرَ به رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: «أَشهدُ أنِّي عبدُ اللهِ ورسولُه»، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أمَا إنِّي قَد رأيتُ عليه عَباءةً مِن الغُلولِ».

<<  <   >  >>