للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والمسك، والسيارات والمكائن والأقمشة والهيل والسكر ونحو ذلك، معادنها بعيدة، فمن لطف الله بعباده أن سخر بعض الناس لبعض، وجاءت الشريعة الكاملة بحل أنواع المعاملات، كالإجارات والشركات، إلا ما دل الدليل على تحريمه، مما فيه ضرر أو ظلم أو جهالة أو نحو ذلك، فمن تأمل المعاملات الشرعية، رأى ارتباطها بصلاح الدين والدنيا، وشهد لله بسعة رحمته، ولطفه بعباده، وحكمته حيث أباح لعباده جميع الطيبات، ولم يمنع من ذلك إلا كل خبيث، ضار على الدين أو العقل أو البدن أو املال.

فمن محاسن الإجارة دفع حاجات العباد، بقليل من الإبدال ويسير من الأموال، فلا كل أحد يملك دارًا يسكنها، ولا سيارة يركبها، ولا طائرة يركبها، ولا طاحونة يطحن فيها، ولا مخزنًا لأمواله، ونحو ذلك مما يطول تعداده، فجوزت الإجارة، ولا حاجة إلى ذكر محاسن الصلح، فهو كما ذكره الله خير قال الله تعالى ﴿وَالصُّلْحُ خَيْرٌ﴾.

<<  <   >  >>