تشبه الرجال بالنساء، وبالعكس بأن تتشبه النساء بالرجال، لما في ذلك من المفاسد، التي منها التخنث فيمن يتشبه بهن، في ملابسهن وحركاتهن وكلامهن، كما هو موجود عند بعض المنحلين، المغرورين أصحاب الخنافس والتواليتات محلوقي اللحا.
ومن محاسن الإسلام اتقاء مواضع التهم والريب، كي يصون ألسنة الناس وقلوبهم عن سوء الظن بهن وورد أن صفية زوج النبي ﷺ جاءت تزوره وهو معتكف، فقام معها مودعًا، حتى بلغت باب المسجد، فرآه رجلان من الأنصار، فسلما عليه، فقال "على رسلكما، إنما هي صفية بنت حيي" فقالا: سبحان الله يا رسول الله؟ وكبر عليهما، فقال النبي ﷺ"إن الشيطان يبلغ من الإنسان مبلغ الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئًا" فهذا أشرف الخلق وأزكاهم، أبعد التهمة والشك عن نفسهن وقال عمر ﵁: من أقام نفسه مقام التهم، فلا يلومن من أساء به الظن، ومر عمر برجل يكلم امرأته على ظهر الطريق،