منازل، لا بد لنا أن ننزلهم تلك المنازل، هذا المسكين يرضى بقرصٍ، وقبيح بنا أن نعطي هذا الغني-وهو على هذه الهيئة-قرصا، فرحمها الله ما أحسن هذا من جواب ردٍ، دل على الحكمة، وحسن الذوق، ونبل الخلق، وكرم المعاملة، والاقتداء التام بإرشادات الله ورسوله ﷺ.
وروى أن رسول الله ﷺ دخل بيتًا من بيوته، فدخل عليه أصحابه، حتى امتلأ المجلس، فجاء جرير ابن عبد الله البجلي، فلم يجد مكانًا، فقعد على الباب، فلف رسول الله ﷺ رداءه، وقدمه له ليجلس عليه، وقال له "اجلس على هذا" فأخذ جرير الرداء، ووضعه على وجهه، وجعل يقبله ويبكى، متأثرًا من إكرام النبي ﷺ له، ثم لفه ورده إلى النبي ﷺ شاكرًا مقدرًا، وقال: ما كنت لأجلس على ثوبك يا رسول الله أكرمك الله يا رسول الله كما أكرمتني، فنظر المصطفى صلى الله