دَلالةً لا شَكَ فَيهَا، فليْسَ في شَريعة الإسِلام ما تُحِيْلُه العقولُ، وإنما فيه ما تَشْهَدُ العُقولُ السَّلِيْمَةُ الزَّكِيَّةُ بصِدْقهِ ونَفْعِهِ وصَلاحِهِ، وكذلكَ أوامِرُهُ كِلُهَا عَدْلَ، لا حَيْفَ فِيها ولا ظُلْمَ، فَمَا أَمَرَ بَشَئٍ إلا وهُوَ خَيْرَ خالص، أو راجح، وما نهى عن شيء إلا وهو شر خالص، أو ما تزيد مفسدته على مصلحته، وكلما تدبر العاقل اللبيب أحكام الإسلام قوي إيمانه وإخلاصه، وعندما ما يتأمل ما يدعو إليه هذا الدين القويم يجده يدعو إلى مكارم الأخلاق، يدعو إلى الصدق والعفاف والعدل، وحفظ العهود، وأداء الأمانات، والإحسان إلى اليتيم والمسكين، وحسن الجوار، وإكرام الضيف، والتحلي بمكارم الأخلاق، يدعو إلى تحصيل التمتع بلذائذ الحياة في قصد واعتدال، يدعو إلى البر والتقوى وينهى عن الفحشاء والمنكر، والإثم والعدوان، لا يأمر إلا بما يعود على العالم بالسعادة والفلاح، ولا ينهي إلا عما يجلب الشقاء والمضرة للعباد.