للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي أيامه حوصرت القسطنطينية؛ وقتل حجر بن عدي وأصحابه صبراً بظاهر دمشق أيضاً (١) من الوهن للإسلام أن يقتل من رأي النبي من غير ردة ولا زنى بعد إحصان ولعائشة في قتلهم كلام محفوظ (٢).

وفي أيامه بنيت القيرون بإفريقية.

[ولاية يزيد ابنه]

وبويع يزيد بن معاوية، إذ مات أبوه؛ يكنى أبا خالد. وامتنع من بيعته الحسين بن علي بن أبي طالب، وعبد الله بن الزبير بن العوام. فأما الحسين والرحمة فنهض إلى الكوفة فقتل قبل دخولها. وهو ثالثة مصائب الإسلام بعد أمير المؤمنين عثمان، أو رابعها بعد عمر بن الخطاب ، وخرومه، لأن المسلمين استضيموا في قتله ظلماً علانية. وأما عبد الله بن الزبير فاستجار بمكة، فبقى هنالك إلى أن أغزى يزيد الجيوش إلى المدينة، حرم رسول الله ، وإلى مكة، حرم الله تعالى، فقتل بقايا المهاجرين والأنصار يوم الحرة. وهي أيضاً أكبر مصائب الإسلام وخرومه، لأن أفاضل المسلمين وبقية الصحابة وخيار المسلمين من جلة التابعين قتلوا جهراً ظلماً في الحرب وصبراً. وجالت الخيل في مسجد رسول الله ، وراثت وبالت في الروضة بين القبر والمنبر، ولم تصل جماعة في مسجد النبي ، ولا كان فيه أحد،


(١) زعموا أن ذلك لأنه كان من أصحاب علي وشيعته، وقد شهد الجمل وصفين.
(٢) هو قولها - حين عاتبت معاوية في قتل حجر وأصحابه: سمعت رسول الله يقول: يقتل بعدي أناس يغضب الله لهم وأهل السماء.

<<  <  ج: ص:  >  >>