للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أبي مَيمونةَ، عن عطاءِ بنِ يَسارٍ، عن الحكمِ بنِ معاويةَ (١) قالَ:

كانَت لنا شاءٌ قِبلَ أُحدٍ والجَوَّانيَّةِ، وكانتْ لي فيها جاريةٌ سوداءُ وأنا رَجلٌ مِن آدمَ آسَفُ كما يأسَفونَ، فأطلقْتُها ذاتَ يومٍ فوَجدتُّ الذِّئبَ قَد ذَهبَ مِنها بشاةٍ، فأهوَيتُ لوَجهِ جاريَتي فصَككتُه، فشَدَّدَ ذلكَ رسولُ اللهِ وعظَّمَه، فقُلتُ: يا رسولَ اللهِ ألا أُعتقُها؟ قالَ: «ائتِني بها» فجِئتُ بها، فقالَ رسولُ اللهِ : «أينَ اللهُ؟» قالتْ: في السَّماءِ، قالَ: «فمَن أنا؟» قالتْ: أنتَ رسولُ اللهِ، قالَ: «أعتِقْها فإنَّها مؤمنةٌ».

قالَ: فبَينا أنا مَع رسولِ اللهِ في الصُّفَّةِ / فجَعلَ يُوجِّهُ الرَّجلَ مِن المُهاجِرينَ مَع الرَّجلِ مِن الأنصارِ، والرَّجلَينِ والثلاثَ حتى بَقيتُ في أربعةٍ والنبيُّ (٢) خامِسُنا، فقالَ لهم رسولُ اللهِ : «انطَلِقوا بنا» فلمَّا جِئنا قالَ: «يا عائشةُ عَشِّينا» فجاءَتْنا بجَشِيشَةٍ فأكَلْنا، ثم قالَ: «يا عائشةُ أطعِمينا» فجاءَتْ بحَيسَةٍ فأكَلْنا، ثم قالَ: «يا عائشةُ اسقِينا» فجاءَتْ (بجُريعةٍ؟) (٣) مِن لبنٍ فشَرِبنا، ثم قالَ: «يا عائشةُ اسقِينا» فجاءَتْ بعُسٍّ مِن ماءٍ فشَرِبنا، ثم قالَ: «مَن شاءَ مِنكم أَن يَنطلقَ إلى المسجدِ فليَنطلقْ، ومَن شاءَ مِنكم باتَ ها هُنا» قالَ: قُلنا: بل نَنطلقُ إلى المسجدِ.

قالَ الحكمُ: فبينَما أنا نائمٌ على بَطني فإذا رَجلٌ يرفُسُني برِجلِه في جَوفِ الليلِ، فرَفعتُ رَأسي فإذا رسولُ اللهِ ، فقالَ: «قُم، فإنَّ هذه ضِجعةٌ يُبغضُها


(١) كذا وقع هنا، وكذلك وقع عند أبي نعيم، وقال: كذا وقع في كتابي: «الحكم بن معاوية» وإنما هو «معاوية بن الحكم»
(٢) في الهامش إشارة إلى نسخة أخرى: رسول الله.
(٣) من حلية الأولياء، وفي الأصل كلمة لم تتضح لي هكذا رسمها (بحديعه) وفي الهامش: كذا وقع في الأصل (بحديعه؟) والمحفوظ: (بحدفه؟).

<<  <   >  >>