للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

يُخفِيه عن عائشةَ ، وعائشةُ تُصلِّي قالَ لها النبيُّ : «يا عائشةُ عَليكِ بالكَواملِ» أو كلمةً أُخرى، فلمَّا انصرفَتْ عائشةُ سألَتْه عن ذلكَ، فقالَ لها: «قُولي: اللهمَّ إنِّي أسألُكَ مِن الخيرِ كُلِّه عاجِلِه وآجِلِه ما عَلمتُ مِنه وما لم أَعلمْ، / وأعوذُ بِكَ مِن الشرِّ كُلِّه عاجِلِه وآجِلِه ما عَلمتُ مِنه وما لم أَعلمْ، وأسألُكَ الجَنةَ وما قَرَّبَ إليها مِن قولٍ أو عملٍ، وأعوذُ بكَ مِن النارِ وما قَرَّبَ إليها مِن قولٍ أو عملٍ، وأسألُكَ مِن خيرِ ما سألَكَ عَبدُكَ ورسولُكَ محمدٌ ، وأعوذُ بكَ مِن شرِّ ما استعاذَ به عبدُكَ ورسولُكَ محمدٌ ، وأسألُكَ ما قَضيتَ لي مِن أمرٍ تَجعل عاقِبتَه رَشَداً» (١).

٥٠١ - (٢) حدثنا أبو طاهرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ أبي مسلمٍ: حدثنا أحمدُ بنُ سلمانَ: حدثنا الحارثُ بنُ محمدٍ: حدثنا العباسُ: حدثنا مباركٌ: حدثنا الحسنُ بنُ أبي الحسنِ قالَ:

خَطبَ عُتبةُ بنُ غَزوانَ -وكانَ أولَ أميرٍ خَطبَ على منبرِ البصرةِ- فقالَ: ألا إنَّ الدُّنيا قَد أدبرَتْ وولَّتْ حَذَّاءَ وآذنَتْ بصَرْمٍ، ألا وإنَّه لم يبقَ مِنها إلا صُبَابةٌ كصُبَابةِ الإناءِ يصُبُّه أهلُها، ألا وإنَّكم مُنتقِلونَ مِنها إلى غيرِها فانتَقلوا بخيرِ ما بحَضرَتِكم، ولقد رأيتُني سابعَ سَبعةٍ مع رسولِ اللهِ وما لَنا طعامٌ إلا ورقُ الشَّجرِ حتى قَرِحَتْ أشْداقُنا، غيرَ أنِّي التَقطتُّ بُردةً فشَققتُها بَيني وبينَ سعدِ بنِ مالكٍ، فما بقيَ مِن أولئكَ الرَّهطِ السَّبعةِ إلا أميرُ مصرَ، ألا وإنِّي أعوذُ باللهِ أن أكونَ في نَفسي عَظيماً وفي أعينِ الناسِ صغيراً،


(١) أخرجه أحمد ٦/ ١٤٦ (٢٥١٣٧) عن محمد بن جعفر غندر به.
وانظر فيه تمام تخريجه والاختلاف في إسناده، وانظر أيضاً: «علل الدالرقطني» (٣٥٩٦)، و «الصحيحة» (١٥٤٢).

<<  <   >  >>