للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٦٩ - حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا أحمد بن يونس الضبي حدثنا محمد بن كثير الصنعاني عن معمر عن الزهري أخبرني عروة عن عائشة قالت: أول ما ابتدئ به رسول الله صلى الله عليه من الوحي الرؤيا الصادقة وكان لا يرى الرؤيا إلا جاءت كأنها فلق الصبح وحُببَّ إليه الخلاء وكان يأتي حراء فيتحنث فيها الأيام ذوات العدد -والتحنث التعبد- فإذا نفد زاده أتى خديجة فزودته بمثل ذلك حتى يجيئه الحق وهو في غار حراء قال: فجاء الملك فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} قال: فرجع بها رسول الله صلى الله عليه ترجف بوادره (١) حتى أتى خديجة فقال: زملوني زملوني حتى ذهب عنه الروع فقال: يا خديجة ما لي قد خشيت عليَّ قالت: كلا أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدًا إنك لتصل الرحم وتقري الضيف وتصدق الحديث وتحمل الكَل وتعين على نوائب الحق ثم انطلقت به خديجة إلى ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي وكان ابن عم خديجة أخو أبيها وكان امرأً تنصر في الجاهلية وكان يقرأ الإنجيل ما شاء الله ويكتبه بالعربية وكان شيخًا كبيرًا قد ذهب بصره فقالت له: أي ابن عم اسمع من ابن أخيك قال: يا ابن أخي ما ترى؟ فأخبره رسول [١٩١/ب] الله صلى الله عليه بالذي يرى فقال: هذا الناموس الذي أنزل على موسى يا ليتني فيها جذع أكون حيًا يوم يخرجك قومك. أوَ مخرجي هم؟ (٢) قال: نعم لم يأت نبي بمثل ما أتيت به إلا عودي وإن يدركك يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا. ثم لم ينشب ورقة أن مات وفتر الوحي فترة حزن منها رسول الله صلى الله عليه حزنًا غدا منه مرارًا لكي يتردى من رؤوس شواهق الجبال قال: فكلما أوفى بذروة جبل ليلقي منه نفسه يتبدى له جبريل فقال: إنك لرسول الله حقًا فيسكن لذلك جأشه وتقر نفسه فإذا طالت عليه فترة الوحي عاد لمثل ذلك فتبدى له جبريل فقال له مثل ذلك حتى كثر الوحي بعد وتتابع (٣).


(١) البوادر: جمع بادرة، وهي لحمة بين المنكب والعنق.
(٢) كذا في الأصل بدون (قال).
(٣) رواه البخاري (٣) ومسلم (١٦٠).

<<  <   >  >>